12 سبتمبر 2025

تسجيل

"ونلنا بها العليا على كل طايل"

18 ديسمبر 2022

لم يشهد تاريخ بطولة كأس العالم لكرة القدم أبدا، أن أقيمت المباراة النهائية في اليوم الوطني للدولة المستضيفة، ولكن قطر ستحتفي بنهائي واحدة من أفضل بطولات كأس العالم في يومها الوطني الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، ويحمل هذا العام شعار "وحدتنا مصدر قوتنا" الذي أطلقه أمير البلاد المفدى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الشورى المنتخب في 2021. لا شك بأن وحدة الشعب القطري تجلت في كثير من المناسبات والظروف والمواقف خلال العقد الماضي منذ أن فازت الدولة بتنظيم بطولة كأس العالم 2022 والتي مرت بها الدولة، شعبا وسلطة، وتمكنت من خلال قوة تماسكها ووحدتها أن تتغلب عليها وأن تنتصر. ومنذ 2017 الذي شهد أول احتفال بهذا اليوم، اعتاد الجميع في الدولة من المواطنين والمقيمين أن يكون الاحتفال بعرض عسكري يقام على كورنيش الدوحة يجتمع فيه الحاكم وشعبه احتفاء بـتأسيس الدولة على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي وحد البلاد من خلال "تعميق الانتماء الوطني والتأكيد على أهمية التلاحم والتآلف بين مكونات الشعب". إن معالم الاحتفال هذا العام تختلف تماما عن السنوات الماضية، من حيث العرض والجمهور، فالعالم كله، من أقصاه إلى أقصاه، شرقه وغربه، جنوبه إلى شماله، سيحتفي مع الشعب القطري بيومه الوطني، فالمباراة النهائية لكأس العالم-قطر 2022 ستقام اليوم الأحد 18-12-2022 بين كل من "الأرجنتين وفرنسا"، حيث ستكون هذه المباراة هي الأولى من بين هذين الدولتين للتنافس على الظفر بكأس العالم، علما بأن كلا منهما فاز بالكأس مرتين سابقا. البطولة التي بدأت في العشرين من نوفمبر الماضي، لتكون الأولى في تاريخها لتقام في هذا الوقت من السنة، شكك الكثيرون من احتمال إقامتها وذلك تقليلا منهم في قطر ومقدرتها في تنظيم مثل هذا الحدث العظيم الذي يتنافس فيه 32 دولة، وهذا يعني جماهير بالملايين تحتاج لبنية تحتية تستوعبهم من طرق ومواصلات وسكن وغيره. نعم، تنظيم بطولة مثل كأس العالم ليس بالأمر السهل أو الهين، ولكن عندما انبرت قطر للتنظيم كانت تدرك التحدي وأيضا الجائزة بأن تكون أول دولة عربية مسلمة تنظم بطولة كأس العالم لكرة القدم. وفي هذا يحضرني بيت شعر للمؤسس الشيخ جاسم بن محمد يقول فيه: يلوموني العذال في مطلب العلا يقولون يسلك بك دروب صعايب ترى فيه تلف المال والجند والسلع وجرايم سلاطين تدور السبايب نعم التحدي ليس في سهل الدروب، فالسهل كل يسلكه، الصعب والمستحيل سلكته قطر ونجحت في كل تفاصيله أيما نجاح، بل أصبح تحديا لمن يأتي بعدها (بطولة 2026 ستنظم في كل من الولايات المتحدة، كندا والمكسيك) وهذه الدول تشعر بالتحدي من الآن، حيث ان بطولة قطر أصبحت معيارا قد لا يستطيعون تجاوزه أو حتى مجاراته. ولو ذكرنا في هذا المقام تحديا واحدا فقط متمثلا في تقارب ملاعب البطولة وقدرة الجمهور لحضور أكثر من مباراة واحدة في اليوم الواحد لتبين لنا، كم استمتع الجمهور في قطر وهو ينتقل بكل أريحية من ملعب لآخر ويستمتع بمتابعة مباريات مختلفة في ذات اليوم. وكم سيعاني جمهور البطولة القادمة من عدم توفر هذه المتعة وكذلك التكلفة التي سيتحملها متنقلا من مدينة لأخرى أو حتى من دولة لأخرى في سبيل مشاهدة مباريات منتخب بلاده. قطر نجحت وأسقطت كل الحجج والمعوقات التي وضعت في طريقها، السياسية منها أو الاقتصادية لتنظم أفضل بطولة كأس عالم حتى الآن بشهادة البعيد والقريب. وفي النهاية استذكر هذا البيت للشيخ جاسم بن محمد: صبرنا لها ما زعزع الدهر عزمنا ونلنا بها العليا على كل طايل كل عام وقطر في العليا بحكامها وشعبها والجميع بخير.