10 أكتوبر 2025
تسجيلفي إحدى زياراتي للبنك لإنهاء بعض الإجراءات، وبينما كنت أنتظر دوري رأيت ضابطاً برتبة عالية يقدم طلباً للحصول على قرض. ولأن البنك له إجراءاته ومعاييره الخاصة؛ رفض البنك منحه القرض الذي يطلبه لوجود التزامات أخرى عليه. فاستهجن الضابط ذلك وطلب بغضب مقابلة مدير الفرع، ولكن المدير أكد له نفس الأمر. احتقن وجه الضابط بملامح مختلطة بين الغضب والحرج، فكيف يمكن لهذا الشاب الصغير أن يرفض طلبه، وهو الضابط الكبير الذي يؤدي له عشرات الجنود التحية العسكرية منذ لحظة دخوله للمعسكر وحتى خروجه، ولا يفكر أحد أن يجادله في أوامره وقراراته. شاهدت نفس الأمر في مدير لإحدى الجهات الخدمية، وكان معروفاً بتسلطه وضيق أخلاقه، ولكن الناس كانوا يحيونه ويتدافعون للسلام عليه بمجرد دخوله جهة عمله، ويضطر الناس للانتظار لأسابيع طويلة للحصول على موعد لمقابلته لدقائق معدودة. ولكن بمجرد إحالته للتقاعد، فقد تلك المكانة التي كانت مرتبطة بمنصبه، ولم يعد أحد يعامله كالسابق. لم يع هؤلاء أن المكانة التي حصلوا عليها والمعاملة المرتبطة بها تنتهي بتغير الظروف المحيطة كالزمان والمكان. فالمكانة والوجاهة المرتبطتان بالمنصب والرتبة تنتهيان بمجرد الخروج من العمل. ولكني لاحظت أمرين يجعلان للشخص مكانة عالية تستمران معه طوال العمر، بل وحتى بعد وفاته، وهما: الأخلاق والإنجازات. فكم من قيادي سابق كسب محبة الناس بأخلاقه الرفيعة، فاستمروا بوضعه في نفس المكانة التي كان عليها حتى بعد نهاية الوظيفة، بسبب مكانته الأخلاقية. وكم من عالم تراه يُفسح له في المجالس ولا يجلسونه إلا في صدر المجلس، بسبب الإنجازات التي حققها. فاحرص دائما عزيزي القارئ على العلم والأخلاق اللذين يمنحانك المكانة الدائمة. أما المكانة والوجاهة المرتبطتان بالمنصب فهما مؤقتان زائلتان. Twitter: khalid606