14 سبتمبر 2025

تسجيل

نفنى وتبقى قطر ويبقى تميم

18 ديسمبر 2018

في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام تحتفل بلادنا الفتية بيومها الوطني المجيد وذكرى تولي المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مقاليد الحكم وتأسيس دولة قطر الحديثة التي عانقت عنان السماء بتاريخها المضيء بالشرف والإخاء والإباء بين كافة أفراده ومجتمعه مع الحاكم، ليغدو شعباً متجانساً وموحداً يقف خلف قيادته ويستلهم منها العزة والشموخ والسؤدد. ولأن للأجداد سيرة عطرة وسراجا منيرا وتاريخا تليدا يفخر به كل ما ينتمي إليهم وتحقق لنا الفخر فيما نحن عليه من مجد وعزة، فقد وجب علينا أن تستذكر هذه الأمجاد التي أرسى قواعدها المؤسس طيب الله ثراه ومن عاصره من أبناء جيله ومن سار على نهجهم حتى أوصلوا الأمانة كما ينبغي أن تكون عليها لمن ساروا على دربهم ورسّخوا دروب المعالي لنصل إلى ما نحن عليه من رخاء وتقدم ونماء. والمضطلع على سيرة المؤسس يلحظ كيف أن الأقوال طابقت الأفعال بما عُرف عنه وعن معاصريه من أبناء قطر أنهم قارنوا الأقوال بالأفعال وأنه لولا ما يمتلكونه من مكارم للأخلاق وسجايا طيبة لما تحقق لهم مرادهم في تأسيس دولة شامخة رأس مالها العزيمة والإصرار وتوحيد الصفوف وعدم التبعية لأي كائن كان مهما بلغت قوته وسطوته. ومن هنا عكس شعار اليوم الوطني للعام 2018 هذا المجد بشطر من بيت للشاعر المؤسس الذي قال فيه « فيا طالما قد زينتها أفعالنا « والذي يؤكد أن الأمجاد التي أرسى دعائمها المؤسس وشعبه في سبيل نشأة هذه الدولة لم تأتِ من فراغ وإنما جاءت بفضل من الله ثم بالتضحيات وبذل النفوس والإيثار لكي يتحقق لهم مرادهم وحلمهم في بناء هذا الكيان العظيم. ولا شك أن الحديث عن المؤسس ورجاله ومن التف حوله ذو شجون ولا يخلو من قصص البطولات وشذى الحكمة والرأي السديد، وهو ما تجسّد خلال فترة تثبيت أركان الدولة التي قامت على الشورى بين الحاكم والمحكوم حفظ الله بها البلاد والعباد من كافة الشرور والمطامع التي تعرّضت لها قطر منذ تأسيسها على يد المؤسس رحمه الله. ولأن المجد يتلوه مجداً ورسوخاً فإن قادة هذه البلاد حماها الله ساروا على الطريق ولم يحيدوا عنه قيد أنملة، فبارك الله في الجهود وقيّض لها من يبحر بها إلى بر الأمان حتى وصلت لقائدنا المحبوب تميم المجد الذي اجتاز بها محنة لا يضاهيها محنة ليحولها بفضل من المولى عز وجل لمنحة كان مصدر قوته ولاء شعبه وثقته به وبحكمته ورجاحة عقله فصنع المعجزات في فترة الحصار وحقق الإنجازات رُغماً عن كل الظروف والتحديات التي لولا تكاتف الشعب مع قيادته لما تحققت هذه الآمال والطموحات، وكأن واقع الحال يُترجم على الأرض شطر بيت المؤسس ويؤكد أنه بالفعل أن ما حدث جاء ليتوج ما فعلوه من أعمال صالحة وخيّرة ليجنوا ثمارها وخيراتها. فاصلة أخيرة: في أول رد دبلوماسي ملجم لإدعاءات دول الحصار التي دأبت عليها منذ اندلاع الأزمة الخليجية أكد خالد الجارالله نائب وزير الخارجية الكويتي في معرض ردّه على وزير الخارجية البحريني بأن « الدوحة لم تحرق مراكب العودة إلى المصالحة على الإطلاق ولن تحرقها « !! ولكن الواقع يقول إن المنظمة الخليجية برمتها أحرقتها مؤامرات ودسائس دول الحصار وأصبحت هشيماً تذروها الرياح ولن تعود كما كانت إلا بزوال طغاتهم [email protected]