14 سبتمبر 2025

تسجيل

هيبة وطن

18 ديسمبر 2015

تهل علينا اليوم ذكرى تأسيس وإرساء قواعد الدولة الحديثة على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه في الثامن عشر من ديسمبر كل عام، لنستلهم من خلالها الدور الذي قاده رجال قطر الأولون بقيادة المؤسس في إنشاء هذا الكيان العظيم الذي حافظ على مكتسباته وجذوره الأصيلة التي زرعها المؤسس ليحصدها أبناؤه وأحفاده من بعده وترفل قطر بثوب العزة والنصر والسؤدد. ومآثر الشيخ جاسم بن محمد طيب الله ثراه والتي من الصعب حصرها في مقالات تحدث عنها العديد من الرواة والباحثين وبالرغم أنه مرّ عليها زمن طويل فإن ثمرات هذا الإيثار وتلك التضحيات التي قدمها المؤسس ورجاله من حوله آتت أكلها وكان الاستقرار والنماء والرخاء هي الشاهد الحي والمترجم على أرض الواقع والذي عاشه الآباء ونعيشه الآن ونستظل بفيه وخيره الوفير.وما تناقلته صدور الرجال ممن عاش آباؤهم وأجدادهم في زمن الشيخ المؤسس يكشف لنا سر محبة أهل قطر لمؤسس دولتهم الحديثة وفارسها المغوار الذي استطاع بفضل ما يتصف به من صفات حميدة قلّما نجدها تجتمع في جوف رجل واحد أن يجمع أهل قطر بقبائلهم وعوائلهم تحت راية واحدة شعارها " الدين والوحدة والحرية " ليقودهم نحو التحرر من تبعية الغير وترسيخ مفهوم الدولة الحديثة التي لا مكان للأجنبي فيها والإعلان عن استقلاليتها بشكل تام لتكون دولة ذات حرية وسيادة يحترمها العالم بأسره.وما زلنا حتى يومنا هذا نستمد هيبتنا من هيبة المؤسس الذي رسّخت مواقفه وبطولاته في طبيعة تكوين شخصية الإنسان القطري الذي ما زال وسيظل يتغنى بأمجاد وطنه وبعظم شخصية مؤسسه الذي لا يخلُ بيت من أشعاره من قيمةٍ ومجدٍ ناله بفضل بطولاته وما يكنه في قلبه من حب لأبناء وطنه وما يسعى من أجله لنيل العزة والنصر في تأسيس هذا الكيان العظيم.يذكر لي أحد كبار السن ممن كان جده من المعاصرين للمؤسس بأن ما تناقلته السير والكتب وشهادات الحكام والعلماء والمفكرين عن المؤسس ليست إلا جزءاً يسيراً من سيرة هذه القامة العظيمة، فما اتصف به من مكارم أخلاق وتدين وعلم وزعامة جعلته بحق من القلائل النادرين في عصره ليقود الأمة لتنال حريتها واستقلالها، ويذكر لي هذا المسن كيف زرع المؤسس في قلوب رجاله الهيبة والثقة بالنفس والتي من خلالهما تحققت الصعاب ونالوا مرادهم رغم ما واجهوه من ضنك وكبد ومشاق، ولكن عزيمة الرجال وحدها هي التي تتحدث في مثل هذه المواقف فلم يرضَ الشيخ جاسم ورجاله إلا بتحقيق العُلا ورفع رايته وبسطها على كامل أرض قطر ودحر الأعداء وطردهم منها بلا رجعة.ما انتهجه المؤسس وسار عليه خلفه حافظ على نقاوته وصفائه أبناؤه من بعد وأحفاده وها نحن نعيش عصر وطننا الذهبي الذي تأصلت فيه هذه الهيبة حتى غدت طابع حكامها وأهلها لأنهم جُبلوا على هذه الصفات وعاهدوا الله على أن يبقوا على هذا العهد الذي بناه الشيخ المؤسس موحدين وعلى قلب رجل واحد ومحافظين على هذا الوطن العظيم.فاصلة أخيرةافرحي يا دار بيوم عزك والسعد.. وانتخي بخيّل العليا تميم