14 سبتمبر 2025
تسجيلجد كتاب الأعمدة في صحافتنا المحلية بالكتابة عن مناسبة اليوم الوطني ،تخليدا لذكرى يوم تأسيس الدولة القطرية على يد الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني عام 1878 م ، وراح الكل يستدعي ذلك التاريخ والجهود التي بذلها المؤسس في سبيل توحيد القبائل ولم الصفوف والوقوف في وجه أطماع الامبراطوربة العثمانية في ذلك الزمان والهيمنة الإنجليزية ، وكان رحمه الله من أنصار الجامعة ا لإسلامية أي وحدة العالم الإسلامي . والحق أن لدولة قطر مؤسسين الأول هوالشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الذي وضع قواعد التأسيس، وجاء الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ليؤسس لعصر النهضة والازدهار . ولما كان المؤسس الأول من أنصار الجامعة الإسلامية فإن المؤسس لعصر النهضة من أنصار الجامعة العربية ، ففي عهده شاع اسم دولة قطر بين الأمم ، وساهمت في إيجاد الحلول لكل أزمة من أزمات الوطن العربي من لبنان إلى فلسطين إلى السودان وإلى كل وطن يطلب أهلها العون من قطر ، وحتى جامعة الدول العربية نالت نصيبها من مبادرات سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثانب نحو إصلاح مؤسساتها والنهوض بمستواها وتفعيل أدوارها والاهتمام بموظفيها لتتمكن من أداء دورها . ( 1 )رحت أسأل نفسي ما هو الوطن الذي نحتفل به اليوم وفي كل عام في مثل هذا التاريخ ؟ ورحت أبحث في أمهات الكتب عن تعريف للوطن يروي غليلي ، فلم أجد ما يروي عطشي ويشبع رغبتي ، تعاريف كثيرة ، وكلمات متناثره ولكلٍّ تعريفه طبقا لحاجته .إن الوطن عندي، هو روح المكان الذي يشدك الشوق إليه عندما تبتعد عنه ،هو المكان الذي تشعر فيه بالأمن والأمان على نفسك ونسلك ، وهو مصدر رزقك وحاضن رفاتك . الوطن هو المكان الذي تحمل همَّ سلامته وأمنه واستقراره .الوطن الذ ي نحتفل بيوم بتأسيسه اليوم ،هو الصعيد الذي نسير على أديمه نأكل من خيره ونعمل من أجل رفعته وسمو ذكره في كل محفل ، الوطن ليس جواز سفر يعينك على التنقل بين الدول ، ولا رقما من الأرقام تُعرف به ، الوطن أرض التصق بها ويرتبط بها نسلي ، إليه تنتسب أسرتي ونفاخر به الأمم ، الوطن هو حب وانتماء وولاء . ( 2 ) ماذا أعطينا لهذا الوطن الذي أعطانا ، وقيادته تعمل على تأميننا من أي خوف وتسهر على إسعادنا وتحقيق طموحاتنا ،وقدمت لنا سبل الحياه الكريمة بلا عناء ، صحيح أن رضا الناس غاية لا تدرك ،لكننا نحن المواطنين نشعر بالفخربأننا أحسن من غيرنا ، كهرباء وماء ودواء وتطبيب ومسكن لكل مواطن مجانا ، لا يتمتع بهذه المزايا أي مواطن عربي وحتى الذين عاشوا تحت بيرق الفأس والمنجل .وفاء لهذا الوطن ولقيادتنا السياسية علينا التفاني في خدمة هذا الوطن كل من مركزه ، الكاتب عليه دور يجب أن يؤديه ، وكذلك المعلم والطبيب والمهندس والتاجر ، بمعنى آخر ،كل فئات المجتمع القطري ذكرانا وأناثا ، عليهم التفاني في القيام بواجباتهم بما يحقق النهوض بهذا الوطن الذي أعطانا ، ورفع سمعته والتباهي بالانتماء إليه ، علينا الالتزام بجميع اللوائح والأنظمة الإدارية والمرورية والطبية والتعليمية لنكون مثالا يحتذى به من المقيمين معنا على صعيد هذا الوطن والزائرين له .آخر القول : أرفع أسمى التهاني إلى أميرنا المفدى الشيخ تميم وإلى الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني وإلى كافة الأسرة الحاكمة وإلى الشعب القطري العظيم بهذه المناسبة الكريمة ، حفظ الله بلادنا وقيادتنا وشعبنا من كل مكره ، وكل عام وأنتم بخير .