13 سبتمبر 2025

تسجيل

د.سعد الهلالي ..أين غاب رشده؟!

18 ديسمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إنه ومنذ إعلانه نزول الملائكة لحماية السيسي، والدكتور سعد الهلالي سقط من أعين العامة، فضلاً عن العلماء وأهل الاختصاص الذين رأوْا انسلاخا في فكر الرجل قبل فقهه، ولم يمر وقت طويل حتى أظهر الرجل عواره في تسطيح القواعد الشرعية المحكمة؛ ليقفز من على سفينة الدين القويم إلى وحول الفكر الملتوي، ظاناً أنه سيتحول إلى فقه جديد، وشريعة معتبرة. وهذا اللون من بعض المهتمين بالفقه كالدكتور الهلالي أظهر لنا من هو دارس لعموم مسائل الفقه، ولو من خلال المذاهب، وحفظ ما استطاع من نصوصها، ولكنه أبعد ما يكون عن فهم مقاصد الشريعة الكلية لا الجزئية، فضلاً عن ثمار الفقه في النفس والحياة.إن نموذج (د.سعد) ومثله متكرر يُنبئُ عن غياب الرشد الفقهي، والفشل في الاختبار المعملي للفقيه المعتبر.أن نطنطن صباح مساء بأن فلاناً (فَقِيه) لمجرد حلقات تلفزيونية فقهية يمكن أن يقول مثلها وأضعافها غيره، أو أن يؤلف كتاباً أو أكثر في مباحث فقهية ذات سعة في نقل النصوص وشروحها، ولمس خيط الاعتدال في النتائج كما يظهر؛ فإن كل ذلك لا يعني أننا أمام (فَقِيه) بقدر ما يمكن القول إننا أمام ناقل للفقه!!وإلا لو كان الفقه حفظاً ونقلاً لكانت العظمة للفقه في الأمة اليوم، وبروز أئمتها بسلام ويسر!ولكن الحقيقة أن (الفقيه) هو من يملك فهم النصوص وفهم المقاصد.ورجل مثل د.سعد ممن يحلُّ دماء العامة في مصر ولو من خلال تأييد قاتلهم، دون شفقة ولا رحمة على الموتى المسالمين، ودون جهر بنصيحة للقاتلين، هل مثل هذا فَقِيه في الدين؟!وهل رجل يقول إن معظم الفقهاء يقولون بأن من قال (لا إله إلا الله) دون (محمداً رسول الله) يكون مسلماً، ولو آمن بموسى أو عيسى دون محمد؛ فهل بالله من يقول مثل هذا فَقِيه؟!إن ظهور هذه القبائح دفعة واحدة وبشكل مستمر إنما تعني حقيقة الخلفية العقلية والنفسية التي كانت متسترة تحت الحفظ والنقل في المشاهد المتلفزة أو الكتب الورقية، وهل يمكن أن نقبل الفقه في المعضلات ونفهم الاختيارات في الآراء دون أن نعي خلفية الفقيه العقلية والنفسية، ونضيف عليها اليوم السياسية؟!هل يمكن لعاقل فضلاً عن عالم متخصص أن يفصل دواعي الآراء الفقهية النابعة من عصبية عن فَقِيه غضوب؟وهل يمكن لمحلِّ الدم من السفَّاح وإعطائه شهادة براءة إلا أن يكون سفاحاً مثله؟!إن الفقه هو الفهم في أبجديات كتب اللغة، فهل استحال فهم عصمة الدماء، وحرمة الأعراض والأموال على من يدَّعي الفقه؟!وهل صعب على مدَّعي الفقه تطبيق الجهر بالمنكرات وحوشي العبارات وتقنين الفساد العقدي وإغلاق المعاهد والمساجد؟!وإذا كان مثل ذلك لا يفهم من النصوص، ولا يحفظ من المرويات، ولا يطبق في النفوس والحيوات؛ فما الذي بقي من فقه الفقيه؟!إننا سنكون أكثر غباء لو قلنا أن ما قاله د.سعد الهلالي هو مجرد اجتهاد!ولو كان الأمر كذلك؛ فاتركوا الدواعش واجتهادهم، ومانعي حق المرأة واجتهادهم، والمستبدين تحت غطاء ضرب الظهر ونهب المال واجتهادهم؟!وكم يكون الغباء مضاعفاً عندما ترى وتسمع من يحسب نفسه من عداد المثقفين والخطباء الشرعيين وهو يتسامح مع هذه (القامات) عندهم وبكل توقير وأدب، ولكنهم كالمجانين في الرد لو رأى فَقِيه غير ما يقولون في عدد من فرعيات الفقه؟!إن الزمن اليوم هو زمن الكشف عن المتلاعبين باسم الدين والسياسة للمستبدين، ولا ضير أن نصبر على الكشف ولو لسنين؛ لتفهم الأمة المنهج ويتعلم الجيل عن وعي.ولن تغنينا نغمة احفظوا مكانة الفقهاء ممن يلعب على الفقه، فهذا من أدوار الأمة كلها في النهي عن المنكر، إلا إذا خرج الفقهاء (إياهم) برأي عدم إمكانية إنكار المنكر اليوم، وقد فعلوا!فالمراقص عند (مفتي الجمهورية) من السياحة لرفع الاقتصاد، وحفظ العرض الذي هو أصل في المقاصد الخمسة يمكن تذويبه بخلط الأنساب والأعراض كأن يكون قول (طالئ بالمصري) لا يوقع الطلاق إلا بالحرف المبين!!ومن عجب أن يردَّ العامة هذا الهراء ويكتشفوا أن الفقيه المزعوم، ينبغي أن تُعرف حالته العقلية والنفسية والسياسية لتقبل فتواه!فعندما يكون مع عقله فهم مع أحسن الرأي، وعندما يغيب رشده فهم أمام أرذل الرأي.وأياً كان فالأمة اليوم في مخاض لا كتشاف جوهر دينها من جواهر علمائها الذين لن تغنيهم مسميات مناصبهم، ولا ألقاب شهاداتهم، ولا تاريخ حلقاتهم، ولا صفحات أوراقهم.بل سيختبرونهم في فهمهم للمسائل؛ لأن الفقه الفهم، و(الفقيه) لن يكون صنعة سياسية بعد اليوم!، بل هو الجهد والقبول، وتكوينه في الصبغة الربانية.