11 سبتمبر 2025

تسجيل

الجوال مرعباً!!

19 فبراير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان الجوال في بداية ظهوره نعمة شبه مطلقة، لتخفيفه على الناس مشاكل التواصل، وسرعته في تسهيل قضاء الحوائج، واختصار الزمن.أما اليوم - وفوق ما سبق- فهو (حافظ الأسرار ومصدر الأخبار).وهذه الإضافة لا يجوز أن تمر مرور الكرام.إنني بطبيعة الحال لن أضيف جديداً لكل حامل جهاز جوال، يفهم في برامجه المتطورة، واستخداماته المتنوعة، كما لن أضيف جديداً لمن أحسن استخدامه، لكنني سأضيف قضايا غائبة وصادمة في الوقت ذاته.. ومن هذه القضايا الخطيرة ما يلي:١- ثبت أن كل ما يخزنه الإنسان في جهازه (رسالة -صورة -مقطع فيديو..) يمكن استرجاعه بعد حذفه!فَلَو أن صاحب الجهاز باعه أو ضاع منه، فإنه هو المسؤول المباشر عن كل ما فيه.وقد فتحت جهات أمنية آلاف القضايا بسبب بعض الرسائل والصور الخاصة التي استخدمت بوصفها وسيلة تهديد أو ابتزاز...ويا للعجب!! من هذا (الأحمق) الذي يسمح لنفسه أن يضع صوراً لزوجته كأنها في صالة بيتها، أو لأحد من أهله في حالة شبيهة.ألا يمكن أن يسقط الجوال لسبب ما في أي مكان، أو يسرق، أو يحتاج إلى إصلاح عند فني متخصص قد لا يكون أمينا على ما يقع تحت يده من محتوى خاص؟أيعقل أن يعرض الإنسان حرمات أهله وبيته تحت نية الخصوصية والتذكار– أيعقل أن يعرض هذه الحرمات للهتك؟إن رفع مستوى الوعي عند الناس في مثل هذه المسائل يجب أن يبلغ ذروته، فكم بدأت قضايا مثل تلك بطريقة عفوية، لا نية سوء تقف وراءها، فانقلبت لما لا تحمد عقباه.إن البعض لا يزال يبسِّط هذه الأمور، لأنه يحب الحنين للماضي، ويعشق الذكريات، فيظن وهو يقوم بتصوير محارمه في مناسبات خاصة أنه المسيطر على ما في يده من مواد مرئية أو صور على هاتفه أو جهاز حاسوبه أو أي محمولات إلكترونية أخرى، وما علم الغافل أنه ترك أغلى ما يملك فرصة بيد غيره، وغنيمة لمرضى القلوب، فينشرونها - إن وقعت في أيديهم- على الملأ في مواقع، كاليوتيوب وغيره، فيتحصل على الفضيحة التي كان في غنى عنها، حفظ الله أعراض المسلمين.هذا ولو أضفنا أن عمليات الاختراق لدواع متعددة تسلطت على كثير من الأشخاص من خلال القراصنة أو ما يسمى "بالهاكرز"، وصارت كل رسالة وصورة ومقطع - كل ذلك أصبح معرضاً للقرصنة، أو معرضاً للنسخ في نفس اللحظة من خلال الجهات المتسلطة التي تسمح لنفسها بالتدخل في خصوصيات الجماهير!٢- ولأن الحديث عن التسلط على الشخصيات، فقد استخدمت العديد من الجهات الأمنية أو من لهم علاقات بشركات الاتصالات من أفراد أو أحزاب أو جهات حاقدة وناقمة –استخدمت سلطتها أو إمكاناتها وعلاقاتها، لترصد عدداً من الاتصالات، والصور، وترسلها لجهات أو أفراد على عداء ما بصاحب تلك المواد الصوتية أو المرئية.وقد لا تكون هذه المكالمات والصور مخلة بالقيم، لكنها كانت خاصة بين أصحابها، فتم تكبيرها وتشويهها والانشغال بها، لأغراض التوتر والفرقة والتشكيك... وكفى بها نقمة!٣- من المؤذي أن نعرف أن آلاف الحالات من الابتزاز كانت نتيجة حفظ الكلمات والرسائل والصور من الطرفين، ثم تم استغلالها من أحدهما لاحقاً!فمن هذا اللئيم الساذج الذي يسلم بيده كل ما يخصه ويخص أقرب الناس منه لغيره، صوتاً وصورةً وكتابةً؟!هل يبلغ بالإنسان أن يسلم إنسانيته ومواقفه وأحواله علناً كأنه يدين نفسه بنفسه؟!٤- أكد عدد من المستشارين في لجان إصلاح البين أن نسبة (٧٥ ٪) من المشاكل الزوجية سببها الأجهزة المحمولة،فهي من جانب تشغل الطرفين عن بعضهما حتى في فترات الراحة والاستجمام، فضلا عن إشغالها لهما حتى عند تناول الطعام، أو في المكان الهانئ.وهي كذلك تفتح نيران الشك بين الشريكين بسبب من بعض الرسائل التي قد ترد إلى أحدهما وما تحويه من نكات أو أخبار مازحة أو صور ملتقطة من هنا وهناك...وهي أبواب جديدة وسريعة للتوتر والتشكيك وتصيد الزلات.٥- لو جمعنا مع ما سبق الأخبار الملفقة وتبادل التهم المعلبة التي يشحن فيها الإنسان قلبه وعقله نتيجة اشتراكه في عدد من المجموعات البريدية و"الواتسية" وأشباهها، فإن مردود ذلك على الحياة خطير.٦- مع إدمان المشاهدة للبرامج التي سهل الدخول إليها من خلال التطبيقات المتطورة.. كتب عشرات الأطباء عن الآثار الطبية السلبية لمدمني متابعة هذه الأجهزة وأثرها على الصحة النفسية والجسدية..وقد تتبعت حالات لأصدقاء أثرت عليهم هذه الأجهزة ما بين أمراض في الأعصاب إلى العينين إلى القلق والتوتر!٧- لسنا بحاجة إلى تأكيد أن عدداً من القيادات السياسية في العالم من حولنا تمت تصفيتها بسبب هذا الجهاز، أو تشويهها عالمياً في سياق خطط لحرقها شعبياً ومن ثم التخلص منها سياسياً.وقد رأيت أفلاماً وثائقية عجيبة تتبعت عدداً من القضايا ورصدت فترات اتصال وإغلاق أجهزة في أماكن محددة بدقة عالية، تم التوصل فيها إلى نتائج عجيبة.وبعد، فإن هناك حلولاً لدى العقلاء لكي لا يتحول الجوال في أيديهم لمصدر رعب وقلق مستقبلي، ومن هذه الحلول:1. تعود على إبعاد الجوال عنك لحظات جلوسك مع أهلك في الحديث العائلي، وجلسات الوجبات.2. تعود على ترك الجهاز بالبيت أحياناً عند الذهاب للصلاة.3. لا تضع في الجهاز ما لا حاجة لك به من صور ووثائق، وافترض الأسوأ دائماً، كأن يقع جوالك في يد من لا ضمير لهم، والعاقل من يحسن التصرف.4. في حال قررت الاستغناء عن هاتفك يفضل ألا تقوم ببيعه لو كنت استخدمته في تصوير أشياء خاصة تخشى أن تقع في يد الآخرين حتى لو قمت بحذفها أو بإعادة تشكيل ذاكرة الجهاز (Format) لمسح كل ما عليها، فهناك برمجيات متطورة تعيد المحذوفات حتى بعد "الفورمات".5. احترس كذلك من تبادل "بطاقة الذاكرة Memory card "الخاصة بهاتفك مع الآخرين، فما أسهل أن يضعها أحدهم في قارئ بطاقات الذاكرة (Memory card reader) ومن ثم يوصله بالحاسب ومن خلال البرامج المتخصصة يعيد محذوفات من صور وفيديوهات وملفات كنت اطمأننت أنك تخلصت منها، وما ينطبق على بطاقات الذاكرة ينطبق كذلك على "الفلاش ميموري"، و"الهارد ديسك".6. امتنع عن حمل الجهاز في مكان رحلة، لتشعر بالصفاء، أو مكان عمل لا يتطلب حمله وإزعاجك به.7. تذكير النفس بأن هذا الجهاز قد يتحول لسلاح ضدك.والعاقل تكفيه الإشارة..