12 سبتمبر 2025

تسجيل

‏‫خماسية المستقبل.. يا خادم الحرمين

12 فبراير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من جمال القَدر أنه كان أول لقاء لي بسلمان بن عبدالعزيز -الإنسان المسلم- في حرم الله بمكة المكرمة في رمضان بالمسعى، وحوله اثنان فقط، حينها سلمت عليه ودعوت له.واليوم يتبوأ المُلك وخدمة الحرمين الشريفين. إنه يرأس دولة شابة في عهدها التنموي المتطور، وبُناتها الذين هم في وسط الحياة.ثمة فرحة عارمة في كل طبقات المجتمع السعودي، واستبشار في دول العالم الإسلامي بشكل أخص بولايته الكريمة المباركة إن شاء الله. أما المجتمع السعودي فيعرفه العامة في إمارته للرياض وتطويرها وفشو الخير واستقرار الأمن فيها.وأما النخبة فتعلم عقليته وقدراته وعلاقاته وأخلاقه مع الناس وفضلاء الناس؛ مما سمح للنخبة أن تستفيد منه مكانةً وتوجيهاً، ويستفيد منهم حرصاً ورأياً.أما العالم الإسلامي فإنه ينتظر منه النصرة لقضايا المسلمين العادلة وحقوق الكرامة الضائعة، في مواقف وسياسات حكيمة ومُحْكمة.والمقام الآن يتطلب أن نشرك خادم الحرمين الشريفين كعادته وهو يسمع في المجالس رأي النخب وأصحاب التجربة وينصت ويستفسر، أتخيّله أمامي، وأقول له بلسان المحب وعقل المستبصر وروح المتفائل، هذا يا خادم الحرمين من أهم ما أسمعه وأتابعه من عامة من في البلاد:١- الشباب هم خامة البلد الأصيلة، وفي عصركم الكريم يُنتظر إشراك الشباب الوافر العقل والهمة والتجربة في بناء الدولة والإسهام في إدارة كبرى المسؤوليات فيها.ثم إن عامة الشباب يستحقون أن تُنشأ لهم وزارة خاصة بهم تعنى بإقامة المراكز المتنوعة والأنشطة والفعاليات المتعددة التي يتطلبها العصر لتطوير ملكاتهم ودعم أفكارهم واحتضان طاقاتهم.وستكون هذه الوزارة شاهدة بعد دراساتها العميقة وخطواتها العملية على خفض المشكلات وإزاحتها، ورفع اهتمامات الشباب وتفعيلها.وهي واجبة اليوم بعد تأخير طويل، ولن يتحقق هذا الواجب إلا بإعطاء المجال للشباب البعيد عن البيروقراطية وجمود الأفكار.٢- في بلدنا الكبيرة والمباركة مؤسسات ضخمة وبنوك عملاقة تستفيد من حركة المال وحاجات الناس، وآن الأوان لإنشاء جهة عليا تفرض التزامات بحكم ما قدمته الدولة من فرص وتسهيلات على هذه المؤسسات والبنوك في مشاريع خدمة المجتمع الحقيقية. وأن يلمس الناس مشاريع العمل الخيري والوقفي والتطوعي المنظم في أشرف صورها وأرقى إنجازاتها.٣- ظل مجلس الشورى عبئاً على حضور الوعي للمجتمع؛ لافتقاره للتواصل الصحيح، والصلاحيات الجادة، ومن أبناء الوطن من ينتظرون اللحظة التي يبرهنون فيها عن براعتهم في حل مشكلات المجتمع وتطويره، بالأساليب العملية. وهذا الواجب الوطني ممكن في استثمار أصحاب الخبرات بعدة طرق في الاختيار، وتفعيل الصلاحيات التي تحترم الوقت والجهد والرأي الجمعي.٤- نحن الأرض التي نزل فيها قوله تعالى: (اقرأ)، وأنتم يا خادم الحرمين العَلم الكبير في المعارف والثقافات، وبلادنا افتقرت للكثير من المشروعات الثقافية الواسعة والمتاحف التاريخية والعلمية الناطقة، وتقلص دور الكثير من المعاهد والمراكز العلمية والشرعية، وغاب صوت الكثير من العلماء في كل المجالات من خارج البلاد ممن كانوا يضيئون بلادنا الزاهرة.والعالم كله اليوم، يفتح الباب للزائرين من العلماء والخبراء والحكماء ليسهموا في المؤسسات الثقافية بتجربتهم، التي تضيف لأبناء المجتمع الوعي المتكامل وفهم طبيعة التنوع المعرفي، ومراصده، ومقاصده.وحري بِنَا؛ أن نكسب العَالم الإسلامي في علمائه وخبرائه، وهو باب يتطلب المرونة في الدعوات والمشروعات.٥- لا نبعد في الطلب لو قلنا أهمية مراجعة دور (إمارات المناطق) وفسح المجال لها لتضبط الأعمال، وتوقف الفساد، وتطور المنطقة، وتقفز بها للعالمية، دون حجر عثرة من تشابك الوزارات وانتظار الموافقات.وهي فرصة حقيقية لتكون مصايفنا السياحية محل أنظار العالم، إن رفعنا شعار (المعايير العالمية) مع حملنا للقيم الإسلامية، مما سيؤثر اقتصادياً وحضارياً على البلاد وساكنيها وزائريها.وبعد؛ فإن حب بلادنا لا حد له، وأملنا في الله الجامع كبير، أن يجمع شملنا ويوحد صفنا ويحقق النفع والخير بيننا.والرجاء الأكبر أن يلهم الله الحفيظ خادم الحرمين الشريفين القائد الوالد؛ السداد والرشاد والرحمة والقوة والمحبة، ويحفظه بالهدى ومعونة الصالحين الصادقين المخلصين العاملين.