13 سبتمبر 2025
تسجيلخطوط الإنتاج الصناعية التي شرعت دولة قطر في تأسيسها ورسم مخططاتها الأولية مطلع 2014، تعد من المؤشرات المستقبلية على نمو القطاع الصناعي، وانتقاله من مرحلة التصميمية والإنشائية والإنتاجية إلى مرحلة الانفتاح على الأسواق العالمية، وهي مرحلة أكثر استشرافاً في رؤية الغد، وتلبي مرتكزات الإستراتيجية الوطنية 2030. فقد دشنت قطر مؤخراً مسمى مشروع مجمع السجيل للبتروكيماويات، البالغة تكلفته التقديرية ما بين 5،5 و6 مليارات دولارات، ومن المتوقع اكتماله في 2018. وبتوقيع قطر للبترول كبرى المؤسسات الوطنية مع شركة قطر للبتروكيماويات "قابكو" عقد التصميم الهندسي الأول للمجمع المزمع إنشاؤه في مدينة رأس لفان الصناعية، تبدأ نقلة نوعية في الإنتاج الصناعي الذي يلبي المتطلبات الدولية والاحتياجات من المواد الصناعية. يعتبر مشروع السجيل تسخيراً للإمكانات الهائلة في قطاع البتروكيماويات، وهو ترجمة عملية للتوسع في قطاع الصناعات التحويلية، وإنتاج مواد الإيثان والبيوتان والنافتا، وسيضم وحدات صممت لإنتاج "راتنجات "البولي إثيلين والبولي بروبالين والبوتادين والبايجازولين، حيث تتطلب الحاجة إلى رفع الإنتاج إلى "23" مليون طن متري سنوياً في 2020، وهو تحفيز لتنويع مصادر الدخل المحلي، خاصة للمنتجات التي تحمل شعار الصناعة القطرية. وتسعى مؤسسة قطر للبترول أيضاً إلى تطوير خط إنتاج المجمع الضخم للبتروكيماويات، وإلى تفعيل الصناعات التحويلية كمنتج ذي قيمة مضافة في السوق العالمية، كما أنه يعتبر مدخلاً ثابتاً لتصنيع لبنات البناء من مصادر كيميائية، وهي منتجات يزداد الطلب عليها دولياً، وسيكون نقلة نوعية أيضاً في الحفاظ على استدامة البيئة. والمشروع الثاني الذي يعد مؤشراً على الصناعة القطرية.. مصنع هيليوم2 أكبر مرفق في العالم لتكرير الهيليوم الذي يضع قطر في مصاف الدول المنتجة والمصدرة له، ويعتبرها ثاني أكبر منتج للهيليوم في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية. ويعتبر الهيليوم ثاني أكثر العناصر بعد الهيدروجين وفرة في الجو، ويتم استرجاعه من طبقات الغاز الطبيعي، ويستخلص من عمليات تبريد الغاز الطبيعي المسال، ويعمل المصنع بطاقة إنتاج تقدر بـ"1،3" قدم مكعب سنوياً و"17،9" طن من الهيليوم السائل يومياً، وتتركز مرافقه في مدينة رأس لفان الصناعية إحدى المدن الرائدة في المصانع الوطنية. ومن خلال الاستخدامات المتعددة لمواد الهيليوم فإنّ قطر استشرفت الاحتياجات المستقبلية لهذه المادة الحيوية في الصناعات، وأسست لتصنيعها وتصديرها بنية تحتية ملائمة لإطلاقها في السوق العالمية، والتي تستخدم في مناطيد المراقبة والبالونات العلمية والترفيهية، وتنظيف محركات الصواريخ وتصنيع وقود الصواريخ، ودفع الوقود داخل المحركات لإطلاق الصواريخ، وفي تقدير عمر الصخور والمعادن، وفي التلسكوبات الشمسية للحد من التأثيرات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة. فقد هيأت الدولة المدن الصناعية لتكون مدناً للطاقة النظيفة ومشتقاتها، والتي ستعزز من مكانة قطر كلاعب إستراتيجي في السوق الدولية، ووضعت الدولة إستراتيجيات حيوية لمشروعات عملاقة في مجالات الطاقة والتجارة والبتروكيماويات، أبرزها مصنع قطر للميلامين بمنطقة أمسيعيد وهو ثاني أكبر خط إنتاجي في العالم، بتكلفة إجمالية "1،2" مليار ريال وسيكون قادراً على إنتاج "60" ألف طن من الميلامين سنوياً، أي ما يعادل "5%" من الإنتاج العالمي. ومن المشروعات النوعية مشروع قافكو بتكلفة "3،2" بليون دولار ويشمل إنشاء مصنعين للأمونيا بطاقة إجمالية تبلغ "4،600" طن يومياً، ومصنع لليوريا بطاقة "3،850" طن، كما أنّ المرافق التي تخدم هذين المصنعين من أكبر المشروعات على مستوى العالم. وهناك أكبر حوض جاف لتصنيع السفن في العالم بمدينة راس لفان الصناعية، المجهز بأحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة، الذي يستوعب أنواعاً كبيرة من السفن، حيث يمكن تصنيع السفن التجارية والعسكرية واليخوت الفاخرة، وهذا سيفتح الآفاق من فرص العمل أمام القطريين من ذوي الخبرات الأكاديمية والعلمية والفنية. وهناك مشروع طموح أيضاً لإنشاء منشأة تصنيع القوارب المصنوعة من ألياف البلاستيك المقوى في مدينة راس لفان، وهي جزء من التوسعة الجديدة للمدينة بهدف تزويد الأسواق العالمية والمحلية بالقوارب الترفيهية وسفن العمل التجارية. وتعتبر ناقلات من المؤسسات الاقتصادية التي ستشهد تطوراً في عملياتها التشغيلية خلال الأشهر المقبلة، حيث تعمل فيها ناقلات عملاقة لنقل الغاز المسال. من أبرز مشاريع الحلول التكنولوجية أيضاً مجمع البتروكيماويات بمدينة راس لفان الذي تصل تكلفته إلى أكثر من "6" مليارات دولار لإنتاج مجموعة من المنتجات البتروكيماوية، والذي يعد نقلة نوعية في استخدام أنظمة عالية الدقة من الإلكترونيات للحفاظ على البيئات الصناعية من التلوث ومخلفات المصانع وتقليل الاحتباس الحراري وانبعاثات الغازات من تأثيرات الصناعة التي لا تترك وراءها مخلفات ملوثة. وهناك مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل الذي تصل تكلفته الإجمالية ما بين 10 و18 مليار دولار يعد تطبيقاً عملياً لمعالجات بيئية. كل مشروعات الإنتاج الصناعية تهيئ لقطر باباً جديداً من العالمية، والمزيد من الأسواق المفتوحة على العالم.