10 سبتمبر 2025
تسجيلالكثير من الابناء والشباب ينتظرون الثامن عشر من ديسمبر، من كل عام وذلك للاحتفال بالمناسبة الوطنية (العيد الوطنى) يوم الولاء للوطن وقد اولت قطر وقادتها اهتماما كبيرا للاحتفال به باشكال مختلفة فى كافة مؤسسات ووزارات الدولة وكل على حدة يعرض انجازاته وما قدمه طوال الاعوام الماضية فى صورة ابهرت العالم بطريقة الاحتفال التى تضم من خلالها الاحتفالية ما بين انجازات ماقدمه السابقون قبل النفط وما تم الوصول اليه من طفرة اقتصادية وتنموية وثقافية ابهرت العالم فى فترة وجيزة مع ظل ظروف راكدة يمر بها معظم دول المنطقة بشكل عام. ولكن السؤال هنا هل طرق الاحتفال المختلفة فقط بيوم الولاء للوطن من كل عام هى الطريقة الوحيدة التى نستطيع من خلالها ان نعبر فيها عن ولائنا للوطن كفئة شبابية يحتضنها المجتمع القطرى ونرعى تحت ظله كمواطنين فاعلين نتنعم بكل خيراته ورفاهيته، وهل وسيلة التعبير لهذا اليوم هى رفع الاعلام على المؤسسات والوزارات والمنازل وتزيين الشباب لسياراتهم باشكال مختلفة وكما نراها فى الوقت الحالى بشكل مرض وغير مرض من البعض والذين اساءوا للمظهر العام والصورة السيئة التى يأخذها الكثير من السائحين حينما يجدون وسائل الاحتفال بهذه الصورة خاصة تكون زيارتهم هى الاولى من نوعها لقطر واول ما يرون يرون هذه السلوكيات التى لا يرضى عنها الكثير منا مما فيها من اساءة لقطر ولشباب قطر سواء على المستوى الداخلى او الخارجى. لكن ما يؤلمك حقا حينما دار حوار بينى وبين بعض الشباب عن اسباب القيام بهذه السلوكيات عند الاحتفال بيوم الولاء الوطنى، فيقول لك انا انتظر هذا اليوم من كل عام حتى نزين سياراتنا ونشغل الاغانى الوطنية ونقوم بعمل مسيرة على الكورنيش وحينما تحدثه على الولاء للوطن وحب الوطن ولابد من التعلم والتدريب والتطوير من اجل رفعة الوطن وان نبذل قصارى جهدنا لرفعة هذا الوطن فى وقت يبذل الوطن الكثير من الميزانيات المالية من اجل الرقى به ومواكبة النهضة العمرانية ورؤية قطر 2030 فتشعر وانت تتحدث عن هذه الامور كأنك فى واد وهو فى واد اخر، يشعرك بانه يسمع كلاما لاول مرة، لكن حينما قمت بشرح كاف بطرق مختلفة مع الكثير منهم بانه لابد ان يكون لكل منا دور ايجابى فى رفعة الوطن وان نعبرعن حبنا للوطن باشكال مختلفة فعلية ومنطقية وان نبذل ما فى وسعنا حتى نوفيه حقه منا مما وفره لنا من حياة كريمة ورفيعة المستوى فى الدخل والتعليم والامن والتنمية الاقتصادية. شعرت بعد الحديث والحوار ان هناك استجابة قوية منهم لتغيير طرق التعبيرعن وسائل الاحتفال بهذا اليوم وان يتحولوا الى جيل منتج اكثر من مستهلك واصبحت احد الاسئله التى ترددت منهم اثناء النقاش ماذا يعنى الوطن وحب الوطن؟ فحزنت من داخلى حزنا شديدا على شبابنا المهملين فى حق المجتمع عن صورة الجانب الوطنى الذى يحملونه بصدورهم ولا يعلمون عنه شيئا. وسألت نفسى، نحن كثيرا ما نشكو من تفاهة فكر شبابنا وعدم نضجهم ووعيهم وانهم غير قادرين على تحمل المسؤولية واعباء الزمن القادم ولكن قبل ان نلقى اللوم مائة بالمائة عليهم بالعديد من الاتهامات لابد نسأل انفسنا اولا، اين دور الاب الحقيقى ودور الام والاسرة بشكل عام فى زرع المفهوم الحقيقى وكافة القيم المتعلقة بغرس حب الوطن فى نفوسهم من الصغر بالعلم والتعلم والبناء الفعال لنهضة الوطن بالصورة الحقيقية التى نراها عند الكثير من الشعوب من الدول العربية وغير العربية ومفهومهم الحقيقى لمعنى الوطن، واين دورهم الحقيقى فى ربط افكارهم وقلوبهم بما قدمه السابقون من الاجداد فى ظل ظروف قاسية وبسيطة فى بناء الوطن، واين الدور الفعال من القدوة الحقيقية بالمدرسة والجامعة وتعلق الطلاب بالوطن من خلال الاقتداء بسلوك المعلم من خلال سرد تاريخ الوطن وما قدمه الوطن منذ سنوات سابقة فى النهضة بالبلاد والحديث عن الكثير ممن اثروا التاريخ بفكرهم واقلامهم وعطائهم اللامحدود واين احياء القيمة الفعلية للمجالس الثقافية والاجتماعية بصورتها الفعلية وترويض الابناء منذ الصغر على حضورها واثرائها بالصورة التى نود ان نراها ونرى فكر وسلوك ابنائنا من مخرجاتها وما نأمل من ان نراهم فيها بالشكل الذى نسعى اليه ونحن قادرون على ذلك.