11 سبتمبر 2025
تسجيلما الحال الذي وصلت له الإمارات بعد تطبيعها المعلن مع إسرائيل؟! فكل يوم تخرج لنا مشاهد (فخر واعتزاز) بهذا التطبيع الذي سبقتها له دول ولحقتها وستلحقها له دول أخرى، ولكن ما تفعله أبوظبي أمر يفوق الخيال الطبيعي أن يتصوره وهو يرى كيف تتفاخر هذه الدولة بالتطبيع الكامل مع إسرائيل وبمقاطع مصورة وصلت لحد تصوير البضائع الإسرائيلية التي تغزو الأسواق الإماراتية، وكأنها وصلت من المريخ وليس من كيان يناضل حتى الآن للتوصل إلى الاعتراف به كدولة!. ليست مشكلتنا في التطبيع فعلى ما يبدو أن الجميع يسير في هذا الطريق الموجع وأنا أقول أنه موجع لأن إسرائيل طرف ليس من السهل توقع متى تأتي ضربتها وإن كان التنبؤ بها يبدو جليا، ولكن تصور مدى الانبطاح الذي تتشكل عليه الإمارات في تطبيعها، هذا هو ما يثير الشفقة فعلا، فهل كانت تحتاج لكل هذه الضجة بعد التطبيع؟! هل كانت تحتاج لأن تنيخ إعلامها بهذه الصورة المبتذلة لأجل تصور أن العالم يبدو أكثر متعة بعد التطبيع مع إسرائيل؟! هل كانت في حاجة ماسة لأن تُظهر أن الخضروات من إسرائيل تبدو أكثر نضوجا من مثيلاتها من أي دولة أخرى؟! أو أن العروض التي تنهال على مواطني الإمارات من خلال طيران العال الإسرائيلي تختلف وتتميز بصورة مبهرة عن باقي العروض التي تنهال على المسافرين من باقي الخطوط الوطنية والعربية والأجنبية التي تلقى رواجا في الداخل الإماراتي؟! لم كل هذا الاعتزاز وإثارة مشاعر مئات الآلاف من المواطنين وساكني الإمارات ممن يستشعرون بحنق وغضب مما يرون من مجاهرة مبالغة بها مع كيان يرونه حتى مع التطبيع الكامل الإماراتي، لكنهم في قرارة أنفسهم يرفضون هذا التطبيع جملة وتفصيلا، لكنهم لا يملكون سوى الإنكار بالقلب الذي يحتم عليهم أن يخلدوا إلى ساحته خشية بلا شك على حياتهم وحريتهم المهددة في أي وقت أن تُسلب منهم بلا حول لهم ولا قوة، ولذا فنحن نعجب أن يقفز مستوى التطبيع لمثل هذه المرحلة في الإمارات تماشيا مع المثل العربي العامي الذي يقول (كانوا في جرة وخرجوا بره) لتصل هذه المغازلة التي يمكن أن يصفها الكثيرون بالفحش الإعلامي إلى حد دعوة وزير الحكومة الإسرائيلية نتنياهو إلى زيارة أبوظبي بدعوة شخصية من ولي عهدها محمد بن زايد الذي لا نعرف الآن هل سيستقبله بالنشيد الوطني الإسرائيلي وبعرضة (يولة) وطنية وأعناق وقبلات لا يمكن أن تقف (كورونا) حاجزاً بينها وبين تحقيقها أمام ملايين العيون العربية التي ستشاهد وتتحسر على هذا الانبطاح الخليجي العربي لتطبيع كان يمكن أن يكون خافت الصوت هادئ الخطوات، وليس بالضجة المفتعلة والضجيج الذي يصم الآذان كالذي نراه اليوم على القنوات الرسمية الإماراتية والحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي وانزلاق كثير من المحسوبين على حكومة أبوظبي في هيصة التطبيل للتطبيع في منظر وصل لأن يستاء منه البروفسور الإماراتي الذي يعد مستشاراً لمحمد بن زايد الدكتور عبدالخالق عبدالله في تغريدة له على حسابه، حيث وضح أن الحكومة حين طبعت لم تكن تنتظر كل هذا النفاق والرقص والتهليل دون تكبير وكان يمكن أن يسير الأمر بسلاسة، ولكني شخصيا أتحداه إن كان يستطيع أن يكرر ما قاله في بداية تطبيع بلاده مع إسرائيل الآن أو أن ينتقد كل ما بات مبالغاً للمبالغة التي كانت عليه لأنه يعلم أن هذه الأمور باتت من المحرمات أن يعبث بمحتوياتها في حسابه المليء بالثغرات والمتناقضات والتحويل من إلى والأهم في هذا كله لا ينسى هو وغيره من شبيحة الإمارات أن يذكروا اسم قطر في كل شاردة لهم وواردة ليس لمصداقية ما يقولون، ولكن للتغطية على ما يقولون ويفعلون من تهريج ومسرحيات هزلية يحملها التطبيع الإماراتي الإسرائيلي الذي نقل أبوظبي من تطبيع مقنن إلى انفلات تطبيعي مستباح !. [email protected]@ ebtesam777@