13 سبتمبر 2025

تسجيل

فصاحة

18 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أمام هذا الغثّ من برامج الميوعة والتفسخ والإنحلال، التي ملأت الشاشات التلفزيونية والقنوات الفضائية العربية، كانت فكرة خروج برامج أخرى مناهضة لذلك الإستهداف، أمر نبيل ورائع. من بعد الإنفتاح الإعلامي الكبير خلال السنوات الفائتة، بتنا نخاف على مجتمعاتنا من شياطين الإنس أكثر من شياطين الجن! برامج تُنتج وتُخرج كأسلحة الدمار الشامل، ولكنها ليست عسكرية! لم يكن برنامج «ستار أكاديمي» هو برنامج الإنحلال الأول والأخير على الساحة، فقد تبعته برامج كثيرة، باتت ترفع الوضيع وتضع الشريف ذو الخلق، لا تلتفت إلى دين ولا إلى أخلاق ولا إلى مروءة. برامج، بإمكان شبابنا أن يترقى في تصفياتها، وأن يحقق الفوز بمعايير مختلفة جدا، تعتمد على الميوعة وتمايل الجسد. لا يهمها اختبار الإبداع الحقيقي الملتصق بالهوية والمفتخر بالانتماء. أمام هذا الغثاء الذي بدأ يزداد يوما إثر يوم، ويتدرج في الوقاحة وقلة الأدب، نفرح ونسعد بخروج برنامج رائد وراقي في عالمنا العربي، أُطلق عليه «فصاحة». ذلك البرنامج الذي أطلقته المؤسسة القطرية للإعلام قبل أسبوعين تقريبا، بالتعاون مع تلفزيون قطر، ينطلق من هدف سامي يستنهض القيم والثقافة العربية الأصيلة، في تنافس عربي في الفصاحة والبيان وذكاء التعبير، إضافة إلى النباهة وقوة الحضور والثقة بالنفس، والتي هي نتاج البيئة العربية الأصيلة، التي ساهمت في نهضة الأمة، وصنعت من أبطالها رجالا ينازلون أعتى الممالك والدول والامبراطوريات. تلك الثروة التي زيّنها وكمّلها وجمّلها القرآن الكريم، أخرجت عمالقة في الفصاحة والبيان، هذّبها الإسلام وأعلى شأنها، لتخرج لنا أمثال علي بن أبي طالب وربعي بن عامر وحسان بن ثابت وصفوان بن أمية وصعصة بن صوحان العبدي، وغيرهم كثيرٌ كثير.ثروة أخرجت لنا أطفالا نجباء، ونساء علماء، هذبتهم المواقف، وارتقت بعقولهم البطولات والأحداث. نعم لتلك البرامج التي تستهدف العودة بنا إلى عبق ذلك الجيل، المليء بالرجولة والمروءة والأخلاق والقيم، أمام استهداف مباشر لكل ما هو جميل في أخلاقنا وعاداتنا وقيمنا. قرآننا هو من أصّل للسلام والتسامح، وسنة نبينا هي من شرحت وعلّمت، ولولاهما لما خرجت أجيال من الصحابة والتابعين ومن بعدَهم، شيّدوا أمجادا مازالت تفاخر بها الأمة، وتناطح بها الجبال. والشيء بالشيء يذكر، فبرنامج «نجوم العلوم» الذي أطلقته مؤسسة قطر للتعليم والعلوم والتنمية الإجتماعية قبل سنوات، كان يصب في ذات الهدف. نعم، شبابنا العربي بحاجة لمن يخاطب عقله، ومن يستنهض إبداعه الفكري والعلمي والأدبي، لا من يجتهد في تمييعه وطمس كل ذرة وبذرة طيبة في أخلاقه وسلوكه. شكرا لمن أطلق «فصاحة»، وبانتظار إبداعات ذلك البرنامج.