16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نحن اليوم أمام كتاب "الصراع على القمة: مستقبل المنافسة الاقتصادية بين أمريكا واليابان"، والذي حقق لسنوات أعلى المبيعات في الولايات المتحدة والعالم وقت صدوره، ومؤلف الكتاب هو "لستر ثارو"، وهو اقتصادي أمريكي لامع وﻋﻤﻴﺪ ﻣﺪرﺳﺔ ﺳﻠﻮن ﻟﻺدارة اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ لمعهد ﻣﺴﺎﺷﻮﺳﺘﺲ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، وﻳﻌﺮف ﺛﺎرو ﻋﻠﻰ ﻧـﻄـﺎق اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ باعتباره ﺧـﺒـﻴـﺮاً ﺑـﺎرزاً ﻓـﻲ اﻟـﻘـﻀـﺎﻳـﺎ الاقتصادية. كما ﻋﻤﻞ ﻣﺤﺮراً ﻣﺸﺎرﻛﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﻧﻴﻮزوﻳﻚ، وﻋﻀﻮاً ﻓﻲ ﻣﺠـﻠـﺲ تحرير ﺟﺮﻳﺪة ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗاﻴﻤز. وهو أبرز أعضاء الهيئة التي تقوم بإعداد تقارير لجنة البنوك والعملات بمجلس النواب الأمريكي.ويتناول الكتاب فكرة أن الولايات المتحدة كانت في القرن العشرين قوة عظمى عسكرية في عالم ثنائي الأقطاب إلى جانب الاتحاد السوفييتي، وستكون في القرن الحادي والعشرين قوة عظمى عسكرية وحيدة لا تنازعها في ذلك دولة أخرى. كما كانت قوة عظمى اقتصادية، ولكنها لن تكون كذلك في القرن المقبل، بل ستكون دولة في عالم متعدد الأقطاب. وقد كان الانعطاف غير المتوقع الذي قدمه ليستر ثارو هو أن أوروبا الموحدة حول ألمانيا، وليس اليابان أو الولايات المتحدة هي التي ستكسب المنافسة الكونية في القرن المقبل. وهو في ذلك يجيب في استفاضة عن السؤال الذي يطرحه، وهو: من سيملك القرن الحادي والعشرين؟.يقول ثارو إن أهم خاصية للمنافسة الجديدة في القرن المقبل أنه سيكون من أبرز مقومات النجاح فيها اكتساب مهارات أساسية جديدة وابتكار طرق تفكير أساسية جديدة، ويدعم حججه بما يلي: أنه لن يكون في هذا القرن فائزون واضحون، ولكن الخاسرين يمكن أن يدمروا، وأن المقدرة على التعاون الفعال مع الخصم المباشر ستكون شرطاً ضروريا للبقاء، وأنه لكي تزدهر الولايات المتحدة في هذه البيئة، فإن أفكارها عن الموارد الجوهرية يجب أن تدرس بعناية، وأن تكون لديها قدرة تنافسية في الصناعات السبع الرئيسية اللازمة للمحافظة على مستوى المعيشة المرتفع، وأن التعليم هو السلاح الأكثر فعالية في الحرب الجديدة، ولذلك لابد لها أن تغلق الفجوة في التعليم، وأن على الولايات المتحدة أن تتكيف بطريقة جديدة وغير مألوفة لتصبح لاعباً ناجحاً في المباراة الاقتصادية الجديدة. ويشير ثارو إلى أن الأمريكيين لم يعودوا في وضع يسمح لهم بإلزام بقية العالم بأن تلعب المباراة الاقتصادية وفقا للقواعد التي يضعونها، ولكن الأمريكيين يستطيعون أن يلعبوا المباراة وفقا للقواعد التي يضعها الآخرون. وعلى خلاف الحال في الولايات المتحدة، فإن لدى كل من اليابان وأوروبا برامج واسعة النطاق ترمي إلى تحسين الأداء التجاري.. وما دامت اليابان وغيرها من البلدان تساعد الشركات التي تنتج سلعاً تستوردها الولايات المتحدة مثل المنسوجات والصلب، فإن الأرجح أن تحقق الولايات المتحدة كسباً من وراء ذلك. ولكن الولايات المتحدة بدأت تتضرر عندما شرعت البلدان في دعم منتجات تتنافس مع صادرات الولايات المتحدة، مثل: الطائرات والأقمار الصناعية والحاسبات الآلية، ولا شك في أن استهداف صناعات معينة من جانب البلدان الأخرى قد أخذ بعين الجد عندما أصبحت تلك الصناعات تتنافس مع الولايات المتحدة.وختاماً.... فإنه ليس لدى اليابان وألمانيا، وهما البلدان اللذان يتفوقان على أمريكا في التجارة الدولية، حكومات أقل اهتماماً ولا أفراد أكثر اهتماماً مما لدى أمريكا. وإنما هما بلدان معروفان بتنظيمهما الدقيق للفرق العاملة – الفرق التي تضم العمال والمديرين، والفرق التي تضم الموردين والعملاء، والفرق التي تضم الحكومة ورجال الأعمال. وليس هناك في تاريخ الولايات المتحدة ولا في ثقافتها ولا تقاليدها ما يتعارض مع عمل الفرق. ولكن الميثولوجيا الأمريكية لا تهلل إلا للفرد – الصائد المنفرد أو رامبو. ولهذا ليس أمام الولايات المتحدة إلا اتباع سياسات اقتصادية صناعية جديدة تدعم التكنولوجيا القادرة على المنافسة في صراعات القمة في العصر الحالي.