17 سبتمبر 2025

تسجيل

الإيقاع في البرنامج الإعلامي

18 نوفمبر 2015

يُشكل الإيقاع في أي برنامج إعلامي ركناً أساسياً من البرنامج، ومدى قبوله لدى المشاهدين. وكثيراً ما شاهدنا برامج شيقة ورشيقة الإيقاع، الأمر الذي لا يبعث الملل والسأم في قلب المشاهد. والإيقاع المتوازن، القافز، الرشيق، هو الذي تُقدم فيه الفقرات دونما تكلف، أو انتظار " تلقين" المعد للمذيعة عبر سماعة الأذن من غرفة التحكم. فلا هو " يخدش" طبلة الأذن بالصرامة أو الحشرجة أو " الكتمان"!؟ نعم، توجد أصوات مكتومة، لا تخرج عبرها الكلمات بصورة واضحة، وتوجد أصوات " مترددة" نظراً لخوف المذيعة من الكلام، كونها لا تمتلك الثروة اللغوية والمعلوماتية كي تواجه الكاميرا، وتوجد أصوات بالأصل لم تخلق كي تتحدث عبر المايكروفون أو عبر الشاشة. كل ذلك يؤثر على إيقاع البرنامج، حيث " يهبط" الإيقاع عندما تنتظر المذيعة " تلقين" المعد، دون أن يكون لها دور في البرنامج، وهذا يُضطر المشاهد لأن يتحول إلى محطة أخرى. ومن وسائل ضبط الإيقاع في البرنامج هو ثقة المذيع المقدم فيما يقدمه من معلومات. إذا يُلاحظ في - بعض برامج المسابقات – تردد المقدم في طرح السؤال ألأنه لم يقرأهُ من قبل، بل ولا يعرف إجابته. بل إن بعض المقدمين يتسامحون جداً حتى مع الأسئلة الساذجة مثل: في أي بلد يوجد نهر النيل، أو ماذا يأتي بعد النهار؟ أو من أين تأتي (الحلوى البحرينية)؟ ولقد شاهدنا مثل هذه البرامج السطحية لسنوات عديدة دون أن يتدخل أحد ويوقفها أو يقيم مساراتها التي تستخف بعقلية المشاهد وتشجع سطحيته. وفي حال عدم تيقن المقدم من الإجابة، يهبط عنده الإيقاع، ويختلف صوته، ونجده متردداً، يضحك دون سبب، أو يلتفت لأنه يسمع المخرج أو المعد من غرفة التحكم، كي يقول له الجواب! وفي ذات الوقت يتسبب هذا التردد من قبل المعد في إرباك المتصل، حيث يبقى على الخط دون أن يدرك ماذا يفعل.ومن وسائل تجنب هبوط إيقاع البرنامج عدم قراءة المقدم الأسئلة من الورقة، لأن مراجعته للأسئلة ومعرفته بالأجوبة، يعزز لديه الثقة فيما يقول، وبالتالي يعزز ثقة المشاهدين فيه، ولكم حفظت لنا الذاكرة مقدمين لمثل هذه البرامج مثل: شريف العلمي ود. عمر الخطيب، وغالب كامل، وفوزي الخميس. كانوا قمة في المعرفة والثقافة وحسن التصرف أمام الشاشة. ومن الوسائل أيضاً ثقافة المقدم وسعة إطلاعه، دون الاعتماد على " التلقين" من غرفة التحكم. ولقد شاهدنا مذيعات غاب عنهن التلقين في برامج أخرى، ظهروا بصورة بائسة ونفّروا الجمهور منهن. كنا في الثمانينيات قد شهدنا مذيعين للأخبار لم يكونوا يعرفوا شيئاً عن الإيقاع في نشرات الأخبار. فجاء إلقاؤه كضجيج ماكينة الكهراء أو صوت القطار، منذ بداية النشرة وحتى نهايتها. وهذا يُنفر المشاهدين أو المستمعين من المتابعة، ويخرّب جهود عشرات الأشخاص الذين يعملون على تلك النشرات.وكي يتعلم النشء الجديد من المذيعين والمذيعات حُسن ضبط الإيقاع، عليهم تسجيل ما يقولونه بواسطة مسجل خاص، ومتابعته بعد ذلك، ليسمعوا أثر الإيقاع على آذانهم كمستعمين أو مشاهدين. وهذه الوسيلة الأنجع للخروج من مأزق " الخروج على الإيقاع".