28 أكتوبر 2025

تسجيل

الحكمة القطرية والحنكة السياسية الخليجية

18 نوفمبر 2014

استشرفنا المستقبل بروح متفائلة ونحن ننصت إلى كلمة سمو الأمير المفدى أمام مجلس الشورى الأسبوع الماضي، فشحذنا الهمم وانبرينا بأقلامنا نبارك الثقة التي زرعها في نفوسنا سمو الأمير، وهو يدعو الأشقاء إلى حضور قمة الدوحة الشهر المقبل، وبالأمس انتصرت حكمة قادة دول مجلس التعاون السياسية في اجتماع الرياض، وأثبتت للعالم أننا شعب واحد يربطهم مصير مشترك ونواجه هموما واحدة، وأخرسوا بهذه الحكمة كل من كان وراء حـمـلات "الـدس والوقـيعـة" الـتي أرادتها بعض "الأبـواق المتربصة" لإشعال نيران الفتنة بين الأشقاء. كنت من المتفائلين مسبقا بما حصل أمس، فنشرت مقالا في زاويتي هذه بعد خطاب سمو الأمير وقبل الاجتماع والإجماع على عقد القمة في مكانها الطبيعي في الدوحة، ولأن مقالتي نشرت يوم الجمعة الماضي، فرأيت أن أعيد جزءا موسعا من هذه المقالة الاستباقية التي تؤكد أن شعب قطر على ثقة بحكمة قيادته الرشيدة وبحكمة قادة دول مجلس التعاون الذين دعوا إلى توثيق روابط الأخوة والتمسك بقـيم المسؤولية الوطنية. في مقالتي التي عنونتها ب "أهلا بالأشقاء في دوحة الجميع" قلت فيها "سمو أمير البلاد المفدى كان صادقا حين دعا في خطابه السامي أمام مجلس الشورى يوم الثلاثاء الماضي قادة دول مجلس التعاون الخليجي لحضور القمة الخليجية القادمة في الدوحة، الأمر الذي يؤكد الحرص الشديد على تعضيد أواصر الأسرة الخليجية، والاستمرار في العمل البناء من أجل شعوب هذه الدول، وكان تركيز سموالأمير المفدى واهتمامه بوحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ينم عن حرصه على دعم مسيرة المجلس بما يحقق مصالح شعوب المنطقة". في فقرة تابعة كتبت "إن دعوة سمو الأمير قادة دول مجلس التعاون لحضور القمة المقبلة بالدوحة هو تأكيد واضح على أن هذه القمة ستنعقد بالدوحة، وأن قطر حريصة بذلك على استكمال مسيرة مجلس التعاون وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة، وذهب البعض إلى أن هناك فكرة لعقد قمة خليجية خاصة على مستوى القادة في الرياض مطلع الأسبوع المقبل، لاستئناف المحادثات الخاصة بالتقارب بين "الدول الثلاث" وبين قطر من جهة أخرى، في هذا الجانب يفيد المراقبون أن القمة المقترحة ستكون استباقا لقمة الدوحة المقررة فى ديسمبر المقبل". وتحققت الآمال المعقودة بانعقاد "قمة الدوحة" في زمانها ومكانها، وتحقق التقارب والتفاهم والقفز على الضغائر التي عكرت صفو خليجنا المعطاء، وفي هذا السياق اقتبست من خطاب سمو الأمير المفدى قوله "يظل مجلس التعاون لدول الخليج العربية البيت الإقليمي الأول. ويأتي دعمه وتعزيز علاقاتنا بدوله الشقيقة كافة، وتعميق أواصر الأخوّة بيننا، في مقدمة أولويات سياستنا الخارجية". قطر تجاوبت مع المصلحة العليا واعتبرت "الاختلاف الأخوي" الطارئ مجرد "سحابة صيف" فاجتمعت الحكمة ومعها الحنكة السياسية لقادة دول المجلس لاجتياز المرحلة والنظر إلى الأمام، بما فيه مصالح دولنا وشعوبنا وإثبات قدرتنا على اجتياز تلك الأزمة بالحميمية المعهودة بين قادتنا، والانطلاق نحو كيان خليجي قوي متماسك، خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة. أهلا بقادة الخليج في "قمة الدوحة" القادمة وأهلا بهم مع كل الطموحات التي يحملونها لرخاء وأمن منطقتهم، وأهلا بهم أشقاء يجتمعون على الخير في "دوحة الخير" فعلاقات الأشـقـاء أقوى من أن تهتز أو تعكر صفوها مثل هذه السحب العابرة. وسلامتكم