12 سبتمبر 2025

تسجيل

هيلا يا واسع

18 أكتوبر 2021

اشتباكات دامية في لبنان، الجيش يصدر بيانًا توضيحيًا حول إطلاق أحد عناصره النار، الأحزاب المتورطة تصدر البيانات، المتحدثون باسم الأحزاب منذ الحرب الأهلية ما انفكوا ينعقون. لا تغيير في الأسماء والوجوه، الفكر القاتل نفسه، ونفوس الناس تائهة، وحدها المعادلة ثابتة: كلّ سلاح يُقابله سلاح. هذا هو ببساطة ما جرى في لبنان منذ السبعينات، وتم تأطيره آنذاك في هيكل "الدولة" المتهالك لأنه ببساطة: أبناء الشوارع لا يُدركون كيف تُبنى البيوت والأوطان وإن سكنوا القصور بالدم. لا تنشغلوا بالواقع اللبناني، لأنه وحتى كتابة هذه السطور، القوى الإقليمية المؤثرة والدولية، لم تتوصل إلى تسوية جديدة في لبنان. الاستنزاف هو سيد الموقف، فأسياد لبنان بارعون في استنزاف طاقات الشباب، وأفكارهم، ودمائهم، وأقرانهم ضالعون في الصلاة على جثامين اللبنانيين. اللبنانيون والعراقيون محظوظون بأن تصريحات الأعداء متناسقة بشكل لافت، فكلما تراجعت أسهم التأييد للقوى الإقليمية وحلفائها في هذين البلدين، ارتفعت الأصوات الإسرائيلية المُهددة، وكأن لعبة إبقاء العدو على قيد الحياة مهمة مشتركة. لهذا، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عن أمله بأن "يتحرر الشعبان اللبناني والعراقي". عجبي على محتل وسجان وغاصب يحدثنا عن التحرر؛ قبضتان تمسكان بأعناقنا حتى انقطعت أنفاسنا، لكنهما يُجرعاننا السم في العسل ويحدثاننا عن حلاوة "الشهادة " والحرية. سوق الطاقة في أوروبا تهتز مع اقتراب الخريف ونسيمه، حيث تكافح الدول الأوروبية أزمة غير مسبوقة في قطاع الطاقة، مع ارتفاع أسعار الغاز، بسبب المنافسة على شحناته بين أوروبا وآسيا، والانقطاعات في مرافق الإنتاج الأمريكية، وتشديد قواعد تجارة الكربون في السوق الأوروبية. لا تقلقوا على القارة العجوز، فحبنا لـ"جدة بلفور" أبدي، سنمد القارة بالطاقة التزامًا منا بالتعاون بين الأمم.. وإلا وضعت أسماؤنا وعناوين أحفادنا على لائحة المتطرفين. لائحة جديدة أو قاعدة بيانات وضعتها بريطانيا مؤخرًا وتضم حاليًا 150 اسمًا لمتطرفين من اليمين المتشدد وأصحاب تغريدات معادية للسامية أو تفسير متشدد للإسلام، ترصد "خطاب الكراهية والأيديولوجيات المتطرفة بالتعريف بالأفراد والمنظمات المتطرفة من جميع الأديان". نقترح إنشاء قاعدة بيانات تضم أسماء المشاهير الذي ينعقون عبر تويتر، حيث باتوا يشكلون خطرًا على الوعي الاجتماعي وثقافتنا ومستقبلنا وهم أشد فتكًا على عقولنا من المتطرفين. التطرف العرقي في الصين يتصاعد، حيث ترصد بكين أي احتمالية لنشوء قوى إسلامية مجتمعية خوفًا على الكونفوشيوسية المغلقة، من أي تسييس ديني، ربما لأن الولايات المتحدة الأمريكية بارعةً بذلك. فقد حذفت شركة "آبل" تطبيقا للقرآن من الصين، بطلب من المسؤولين الصينيين والسبب المزعوم: "احتواؤه على نصوص غير مشروعة". فهل سمعت للمسلمين في بلادنا حِساً أو همساً لمقاطعة البضائع الصينية؟. الهمس عبر "واتس أب" والرسائل التي تختفي بعد مدة زمنية وجيزة، سبب السجال القانوني في بريطانيا، حيث يُخاطب أعضاء الحكومة البريطانية بعضهم عبر رسائل دردشة واتساب ومن ثم يحذفونها في نهاية المحادثة. الناشطون الحقوقيون لم يعجبهم ما تقوم به الحكومة من دردشة، متهمة إياها بانتهاك قوانين حرية المعلومات وقانون السجلات العامة لعام 1958، الذي يطالب بالحفاظ على وثائق رسمية معينة للصالح العام، ويقولون: "لا يمكننا التعلم من التاريخ إذا اختفت الأدلة في الهواء". هواء "سايكس بيكو" بعثر كل الأدلة ورماها في المحيطات، ووضعنا على سفينة أبحرت بنا نحو المجهول على أنغام "هيلا يا واسع.. مركبك راجع.. بَحّر وقول يا كبير.. وتبقى سفريتنا سعيدة".