14 سبتمبر 2025

تسجيل

همة تركيا نحو القمة !

18 أكتوبر 2020

لم كل هذا الهجوم (غير المبرر) على تركيا ؟! فمن جهة يدعو كثيرون من خلال حسابات إعلاميين موثقة وأخرى سياسية لبعض الدول الخليجية التي تغيظها النجاحات التركية والتي فشلت في عام 2016 من تغذية الانقلاب الفاشل على الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مقاطعة المنتجات التركية التي تدخل أراضيهم، وتسهم في تغذية بطونهم وإبراز كروشهم، ومن جهة أخرى يخرج قادة وممثلو هذه الدول الكرتونية إلى الإشادة بالحكومة والدولة التركية القوية وإن العلاقات التي تجمع دولهم بها متينة وشفافة، ولكن ما بات يجري اليوم يمثل سابقة في استهداف أنقرة ورئيسها الطيب الذي عمل على مدى السنوات الماضية في ترقية دولته من دولة منزوية سياسيا واقتصاديا وعسكريا ومستوردة إلى دولة باتت أياديها تطول معظم الدول المحيطة، وتمثل تحديا للاتحاد الأوروبي الذي تعد فرنسا أكثر الدول شعورا بتلك الضغينة تجاه أنقرة لا سيما بعد المناوشات التي جرت بين تركيا واليونان حول ترسيم الحدود المائية في شرق البحر المتوسط والمنازعة حول بعض الجزر التي تتبع جغرافيا الدولة التركية، في الوقت الذي أثبتت تركيا أنها حليف صادق وصدوق مع دولة قطر لا سيما بعد فرض الحصار الجائر برا وبحرا وجوا عليها وفزعة أنقرة لإمداد الأسواق القطرية بكل ما تحتاجه من غذاء ودواء وأمور استهلاكية لم نشعر بعدها بأي نقص مما أثار هذا الموقف الأخوي غيرة ودهشة دول الحصار التي كانت تمني النفس بسقوط الدوحة، لكنها نهضت خلال أسابيع قليلة بحمد الله ثم بتكاتف الأصدقاء المحبين لها ناهيكم عن وقوف حكومة أردوغان مع أذربيجان ضد أرمينيا واعتبار أوروبا هذا انتقاصا من دورها في حل النزاع، باعتبار أن تركيا ترى الأزمة من مفهومها ونظرتها كدولة مسلمة في وقوفها مع دولة إسلامية ضد دولة كاثوليكية. بينما ترى أنقرة أن تحييدها للحق الأذربيجاني ما هو إلا نابع في إحقاق الحق الذي لا تراه أوروبا من زاويتها الضيقة، في حين لا يمكن تجاهل الدور التركي الرئيسي في ليبيا في تثبيت حكم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا وأمميا ووقف زحف المتمرد حفتر وقواته إلى العاصمة الليبية طرابلس والقواعد العسكرية التي حررتها قوات الوفاق بمعاونة الأتراك، ولعل هذه هي أكبر مشاكل أنقرة مع أوروبا لا سيما فرنسا ومع مصر والإمارات تحديدا اللتين تحاولان بكل الطرق الانتقاص مما تفعله تركيا على الأراضي الليبية ومحاولة التشكيك بأهدافها هناك، ولذا لا يمكن أن يخفى عن الجميع أن إحدى هذه الوسائل التي تحاول كل من القاهرة وأبوظبي مهاجمة تركيا بها هي ردهة الجامعة العربية التي باتت مملوكة لبعض الدول وعلى رأسها مصر والإمارات في إصدار قرارات إدانة وانتقاد وشجب للدور التركي في ليبيا على وجه التحديد متجاهلة ما يجب إصدار قرارات ضده في جرائم حفتر وتعديه على قوات وحكومة معترف بها كان يجب أن يكون لها مقعد في هذه الجامعة المستأجرة، أو حتى التنويه بخطورة التطبيع الإماراتي البحريني مع الكيان الصهيوني خلال الوضع المتأزم في استمرار حصار غزة منذ عام 2007، والترويج لكذبة أبوظبي في أن هذا التطبيع إنما جاء لوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وبالأمس يصرح متحدث إسرائيلي أن أبوظبي قد قامت بإمداد إسرائيل بكافة نفقات بناء هذه المستوطنات بجانب تكذيب نتنياهو ما جاء على لسان ولي عهد أبوظبي الذي ساقه آنذاك لتبرير تطبيع بلاده الآثم مع كيان لا يجب أبدا أن يُكافأ بهدايا التطبيع، وتحول سياسة المغازلة من تحت الطاولة إلى زواج شرعي دُقت له الطبول، وأُقيمت الأفراح له في ساحات المدن والعاصمة الإماراتية على عكس المظاهرات الغاضبة في إسرائيل نفسها التي استنكرت هذا التطبيع فلم يُعلم بعدها من الذي يجب أن يتقزز من الآخر ؟!. عموما لا تبدو تركيا مهتمة بكل صيحات الاستهجان حولها فهي باتت منتجة عسكريا، وتضخ أسواقها المحلية بصادراتها التركية، وتسجل نجاحات تبدو لافتة أكثر من ذي قبل، وتجبر الجميع على احترام قدراتها التي وعد بها أردوغان، ويبدو أنه وفيّ جدا إزاء الإيفاء بها أمام شعبه والعالم، وانظروا إلى تحديه الأخير لواشنطن في استباق تجارب بلاده الصاروخية لصواريخ إس 400 الروسية التي كانت أمريكا قد حذرت أنقرة من شرائها، لكن الأخيرة عدت ذلك شأنا داخليا تركيا واستمرت بالصفقة رغم خسارتها لصفقتها في شراء طائرات إف 35 الأمريكية، ومع هذا يأتي الصغار ليطالبوا بمنع دخول ( اللبنة التركية ) لبلادهم !!.. هه !. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777