31 أكتوبر 2025
تسجيلصباحكم سعيد، سأبدأ معكم حروف هذا الأسبوع بقصة دائماً ما تستوقفني للتأمل وأذكرها لمن حولي حيث تختصر الكثير من الدروس في حياتنا، تقول القصة: جلس الرجل العجوز مع ابنه البالغ من العمر 25 عاماً في القطار، وبدت الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة.أخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ "أبي انظر جميع الأشجار تسير وراءنا"! فتبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة ابنه.وكان يجلس بجانبهما زوجان يستمعان إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه، وكانا مندهشين ! فكيف يتصرف شاب في عمر الـ 25 كالطفل!فجأة صرخ الشاب مرة أخرى:" أبي، أنظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، أنظر..الغيوم تسير مع القطار"، واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى.ثم بدأ هطول الامطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب، الذي امتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى: "أبي إنها تمطر، والماء لمس يدي، أنظر يا أبي".وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت وسألا الرجل العجوز" لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لابنك؟"هنا قال الرجل العجوز:"إننا قادمان من المستشفى حيث إن ابني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته".العبرة من هذه القصة: لا تحكم على الآخرين من واقعك أنت فقط، ما تراه يناسبك قد لايناسب الكثير حولك، ولا تحكم على الآخرين من وجهة نظرك المجردة، دائما هناك شيء ما نجهله فإما أن نلتمس الأعذار، أو نقتنع اننا نجهل شيئا ما!الكثيرون من حولنا يريدون العالم نسخة طبق الأصل من تصرفاتهم وأفكارهم ومبادئهم نسوا أو تناسوا أن الله عز شأنه خلقنا مختلفين، مختلفين في الأشكال والألوان، ومختلفين في الميول والاستعدادات والقدرات، ومختلفين في الافكار والطباع، فهذه الحقيقة لابد أن نقبلها ونوظفها لصالحنا، ونبني عليها قراراتنا بالشكل الصحيح، وأعيد ما يناسبك لا يناسب من حولك وإن كان أقرب الناس لك. ولا تحكم على الآخرين من زاوية واحدة فقط وهي الزاوية المناسبة لك، قدر ظروف الآخرين والتمس لهم أعذارهم، وضع قائمة بالمبررات، وكف عن إصدار الحكم عليهم، فمن أنت حتى تكون وصيا على تفكير الآخرين وتصرفاتهم وأنت لا تعرف ما يمر به الآخرون من ظروف أو ما يمتلكونه من قدرات، انظر للحياة حولك من زاوية أخرى.. ودمتم بألف خير.