13 سبتمبر 2025
تسجيلفى البداية نود ان نشير إلى أن علماء التربية وعلم النفس قد إتفقوا على أن حياة الطفل تنقسم إلى عدة مراحل كالآتى : المرحلة الأولى : منذ الولادة ولمدة أربعة وعشرون شهرا .. ويطلق عليها مرحلة الرضاعة .. وهى التى يعبر فيها الرضيع عن مشاعره الؤلمة بالبكاء .. وفيها أيضا يعتمد على حواسه وحركته ولهذا يفضل البعض – ومنهم عالم النفس التربوى الفرنسى الأشهر بياجيه – أن يطلقوا على هذه الفترة من عمر الطفل " المرحلة الحسية الحركية " . المرحلة الثانية : من سنتين وحتى أربع سنوات .. وتسمى مرحلة الحضانة .. وفيها يبدأ عقل الطفل فى العمل بصورة أفضل لدرجة أنه يتعلم الخطأ والصواب ولكنه يدرك ذلك بصعوبة .. وقد يكون ذلك موضع خلاف مع أسرته فى بعض الأحيان . المرحلة الثالثة : من أربع حتى ست سنوات .. وهى ما تطلق عليه الأسر فى معظم الدول العربية " مرحلة رياض الأطفال " .. أو " مرحلة التمهيدى " ويكون فيها الأطفال كثيرى الحركة ويميلون إلى عدم الإستقرار فى مكان واحد لمدة طويلة .. وفى هذه المرحلة العمرية أيضا يميل الأطفال إلى التقليد وكثرة الأسئلة والعناد وتفاصيل أخرى كثيرة سنكتب عنها فى مقالات لاحقة بالتفصيل . وهنا يجدر بنا أن نفرق بين المرحلتين الثانية والثالثة بشكل حاسم وقاطع ولا يقبل التفسيرات أو الجدل .. المرحلة الثانية هى مرحلة الحضانة .. وقد يلتحق بها الطفل لظروفه الأسرية .. كأن تكون أمه سيدة عاملة أو غير متفرغة لرعايته لسبب أو لآخر . أما المرحلة الثالثة فهى مرحلة ما قبل المدرسة ولابد أن يلتحق بها الطفل لأنها أصبحت جزءا من الحياة التعليمية للإنسان .. وأصبحت وزارات التعليم تخصص لها مناهج دراسية تمهد للتعليم فى المرحلة الإبتدائية وما بعدها .. بل وأكثر من ذلك فإن دور النشر تتنافس فى طباعة الكتب والأقراص المدمجة التى تناسب هذه المرحلة ويجوب مندوبوها العالم فى محاولة الحصول على موافقات على هذه الكتب من وزارات التعليم وإدارات المدارس . فهل هذا يعنى أن هناك مرحلة أهم من الأخرى ؟ والإجابة لا .. قاطعة وكبيرة .. ولعل أهمية مرحلة الحضانة أنها حجر الأساس الذى تُبنى عليه شخصية الإنسان .. وفيها تتشكل الصفات الأولى للشخصية وتتحدد فيها الإتجاهات والميول .. وذلك لأنها المرحلة التى يتفاعل فيها الطفل مع مجتمع جديد .. ويتعلم المشاركة مع أقرانه فى اللعب .. وقد تظهر بعض الميول العدوانية إذا شعر الطفل بالوحدة أو الحرمان العاطفى مما يجعله يلجأ إلى العدوان وهو أحد الحيل الدفاعية . وغالبا ما تلجأ المربيات فى دور الحضانة إلى تعليم الأطفال الأغانى الجماعية والأناشيد أثناء اللعب بعيدا عن الإمتحانات والإختبارات الموجودة فى المراحل الأكبر وهو مما يساعد على إنتقال الطفل من مرحلة الإنفعال إلى المرونة والتكيف مع الأقران ممن فى مثل عمره وهو ما يمثل المجتمع الطفولى . ولا شك أنه يجب على أولياء الأمور التأكد من توافر شروط محددة فى الحضانات التى يلحقون أطفالهم بها وأهمها على الإطلاق أن تكون السيدات القائمات على هذه الدور على قدر من العلم والثقافة للمهمام المنوطة بهن .. ونحن هنا لا نقصد المؤهلات الدراسية فحسب ولكن التدريب المستمر على الأسس التربوية الصحيحة فى تنشئة الأطفال حتى يتمكن من تحقيق الآتى بنجاح : - ملاحظة سلوك الأطفال اليومى فى أثناء اللعب الجماعى وممارسة الإختلاط وتأدية الأنشطة المذكورة آنفا والتعرف على نقاط الضعف ومحاولة علاجها إن أمكن أو اللجوء لذوى الإختصاص للقيام بذلك الدور . - تشجيع الأطفال على الإستقلالية وإحترام حقهم فى إبداء الرأى بالقبول أو الرفض . - التشجيع على المنافسة والحوار وإكساب الأطفال الطمأنينة والثقة بالنفس . - تدريب الأطفال على ملاحظة الأشياء والتعرف عليها وعلى الفرق بينها مما يكون حجر الزاوية فى التفكير العلمى السليم فيما هو قادم من أيام . هذا غيض من فيض أردنا أن نسلط فيه بعض الضوء على أهمية الحضانات فى حالة ذهاب الأطفال إليها .. وسنحاول فى مقالات أخرى أن نتناول أهمية اللعب فى حياة الأطفال وهو ما لا يقتصر على هذه المرحلة فقط بل يمتد ليشمل كل مراحل الطفولة تقريبا .. فإلى لقاء قريب ومقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين