12 سبتمبر 2025
تسجيلالزلزال المدمر في المغرب لا سيما في درنة، وإعصار دانيال في ليبيا، ثم حرائق غابات بجاية في الجزائر كلها كوارث لن يعلم ولن يشعر بقساوتها سوى من هم في عمق المآسي هذه التي مهما تحدثنا عنها لن نستطيع أن نوفي حجم الكارثة التي يعيشها الليبيون والمغاربة على وجه الخصوص، والذين فقدوا آلافاً من أحبائهم وذويهم في غمضة عين ودون أي مقدمات، ولذا أجد نفسي اليوم أصغر من أن أقدم التعازي الصادقة لكل مواطن مغربي وليبي على هذه المصائب الطبيعية التي يمكن حتى الآن أن توصف بهذه الكلمة، وعدم تصديق ما يقال عن أنها افتعال بشري خبيث أدى إلى كل ما شهدناه من فواجع بشرية ومادية لا تزال ليبيا تبحث بعدها عن أي ناج يمكن أن تكون الفيضانات قد قذفته هنا أو هناك وكتب الله له عمراً جديداً أو مساعدتها لانتشال مئات الجثث قبل أن تجد نفسها وقد أصبحت طعاماً لأسماك البحر دون أن تلقى حقها من إكرام دفنها وتعرف من بقي من أهلها عليها. بينما تصارع المغرب هي الأخرى الوقت لرفع الأنقاض، بينما فرص وجود أحياء تحت هذا الركام وتلك الأنقاض تتضاءل أمام قلة الإمكانيات وكبر الدمار الذي خلفه الزلزال المدمر الذي ضرب مراكش وضواحيها بهذه القوة المرعبة التي ما كان المغاربة يتخيلون أن تحدث لهم على غفلة وهم آمنون على أرواحهم وبيوتهم وأملاكهم وذويهم، فإذا بغمضة عين يجدون أنفسهم وقد فارقوا الجميع بين مقتول ومفقود، ومن كتب الله له أن يكون من الناجين بحمد الله وفضله. وكأنه لم تكفنا قضايانا المعلقة المؤلمة عبارة قالها كثير من المغردين على منصة X (تويتر سابقاً) في اعتراض صريح لربما لم يقصده هؤلاء لكن ما هو مقدّر فهو بحساب ولا يخرج عن مشيئة الله عز وجل وكلها ابتلاءات لا اعتراض فيها ولا رفض وإن كانت لنا قضايا معلقة ومؤلمة فإن رب العالمين أقدر على أن يسيّر الكون بما شاء وبما يريد سبحانه ولا يزيدنا ذلك إلا قبولاً بحكمه وإن تألمنا، ولا يصح أن نعترض حتى بقول ذلك، فإن كانت فلسطين القضية الأقدم من سلسلة قضايانا العربية فإن مأساة حرائق بجاية الجزائرية هي الأحدث ولا نملك إلا القبول بما كان وبما سوف يحدث والذي لا يزال في علم الغيب ولا يعرفه إلا الله تعالى حتى وإن خرج المنجمون ممن يتلاعبون بعقول الناس في معرفتهم لما كان من زلزال المغرب أو إعصار ليبيا حتى وإن حدث ما قالوه فسوف يظل غيباً ولا يجب تصديق هؤلاء الذين انتعش سوقهم بفضل الأغبياء الذين آمنوا وصدقوا مثلهم ممن تستضيفهم القنوات التجارية التي تبحث عن معدلات المشاهدة العالية والفارغة لمجرد إدخال مدخولات عالية، ولكن ما هو في الغيب يظل غيباً وما حدث في المغرب أو ليبيا أو حتى ما سيكون من أقدار لا يمكن لهؤلاء المهرجين أن يرسموه لأتباعهم بالصورة التي تساوي مقدرة الخالق جل وعلا في أن يكشف كذب هؤلاء ودجلهم وتلاعبهم بمشيئته بالصورة التي يخرجون بها للأسف ويؤمن بهم كثيرون من المغفلين ممن تناقص إيمانهم وقلت مروءتهم. اليوم أشكر بلادي قطر التي ينضح سجلها الحافل بمد يد العون للقاصي والداني ممن احتاج مساعدة وقصرت إمكاناته عن الغوث والنجاة كما فعلت في زلزال الشمال السوري وتركيا، فأرسلت فرق إنقاذها المدربة ومساعدتها المادية والبشرية للمساهمة في تحصيل الناجين ورفع الركام والبحث عن الناجين والمفقودين، واليوم تتصدر مساعدات العالم نحو المغرب وليبيا وهي على ثقة أن ما تفعله إنما يقوم على واجبها الديني والإنساني والأخلاقي الذي يحتم عليها أن تمد أواصر العون لكل محتاج فاجز اللهم الدوحة وكل من أعان إخوتنا في ليبيا والمغرب كل خير، وندعو الله ألا يبتلينا بما يكمد قلوبنا كشعوب عربية تشعر بإخوتها العرب في كل مكان فإننا نبدو في آخر الزمان وما أشده علينا والله.