18 سبتمبر 2025
تسجيلالمنصب حالة موضوعية وحالة نفسية او ذاتية كذلك، اذا توافقت الحالتان أمكن للأداء ان يبلغ وضعه الامثل، ما هي الحالة الموضوعية هنا، هي سياسة المنصب المطلوب تنفيذها، والذي يجب ان يتقيد بها الوزير او المسؤول سواء كانت مجلس وزراء او مجلس ادارة، اما الحالة الذاتية هي المبادئ التي يحملها هذا المسؤول وما يؤمن بها، ما نراه من استقالات لوزراء ومسؤولين على جميع الاصعدة في مجتمعات العالم المتقدم ليس سوى مثال على عدم توافق الحالتين الموضوعية الخاصة بطبيعة المنصب والذاتية الخاصة بمن يشغله من أشخاص، وبدرجة اقل في مجتمعاتنا العربية وربما تنعدم في مجتمعات يصبح المنصب فيها هو الذات كما هو الحالة في بعض مجتمعاتنا. الآن ماذا يحصل حينما تنسحق الذات بمبادئها وما تؤمن به امام بريق المنصب ؟ يتحول المسؤول سواء كان وزيراً أو وكيلاً أو رئيسًا تنفيذيا يتحول إلى "اباجورة" توضع في اي مكان في المنزل حسب الحاجة الى وجودها هنا أو هناك أو في المخزن إذا استدعى الأمر ذلك، الوزير الخارق للزمن هو بالضرورة وزير اباجورة، في عالمنا العربي يصلح لكل الأوقات وكل الأزمان، كثيرون، وفي معظم دولنا العربية. للوظيفة الحكومية شروطها وللدولة التزاماتها لا ضير في ذلك، قد ترى الدولة ما لا يراه الفرد ولكن يبقى الفرد ذاتيته ومبادئه وما يؤمن به، ولا شك ان الدولة تعي ذلك وتدركه، رأيت وعايشت كثيراً من المسؤولين الذين كانوا يتذمرون من بعض المسؤوليات التي ألقيت على كاهلهم ولكنهم لم يكونوا على قدر من الثقة في ابداء آرائهم وما يؤمنون به، مثل هذا الوضع المفترض انه لا يرضي الدولة ولا القائمين عليها، ولا ينفع المجتمع ولا يعمل على تطوره وتنميته، الإشكالية حينما يتحدث المسؤول الاباجورة عن إنجازاته بعد تركه المنصب ويعدد ما كان يريد ان يقوم به وما اعترض عليه، لن تتقدم الإدارة في مجتمعنا حتى يصبح للذات وما تؤمن به أولوية في قبول المنصب او الترشح اليه، لكن الإشكالية الأخرى ان الوزير الاباجورة هو الأطول عمرًا في المنصب وينقل من نافذة إلى اخرى ومن زاوية الى اخرى وهو ما يجعل منه نموذجاً صالحاً في ذهنية النشء وتصبح الاباجورة أنموذجاً للنجاح الإداري والإنجاز الوظيفي.