12 سبتمبر 2025

تسجيل

الاستحواذ رؤية ذكية لتنويع قاعدة الاستثمارات

18 سبتمبر 2016

تمكنت دولة قطر من اقتناص فرص ذكية في العديد من عقارات ومنشآت حيوية في العالم، وخطى الصندوق السيادي للدولة خطوات واعدة نحو تكوين محفظة استثمارية ضخمة من البنوك والعقارات والمراكز المالية والاقتصادية. وقامت بتنفيذ عمليات أو الشروع في استحواذ العام الحالي، لشركة إيركوستا الهندية، وبنك تركيا، وشركة سيبنس التجارية، ومطار بروسيا، ومصنع سيارات الفورميلا وغيرها.ورغم إحجام الكثير من الدول عن الدخول في خوض غمار الاستثمارات، التي تثير المخاوف بسبب الأزمات المالية المتعددة التي تعصف بالأسواق، إلا أن قطر سعت إلى تكوين محفظة آمنة من الاستثمارات الواعدة في مناطق ذائعة الصيت، وذات مردود مثمر على المدى البعيد.يفيد تقرير شركة ماكينزي أنّ عمليات الاستحواذ العالمية انخفضت عالميًا بنسبة 33%، فيما شهدت منطقة الشرق الأوسط نشاطًا واسعًا للاستحواذ، وكانت أعلاها دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة.فقد أبرمت قطر أكثر من 8 صفقات استحواذ العام الحالي في منشآت عقارية وصناعية وفندقية ومالية، فيما بلغت قيمة صفقات الاستحواذ في الشرق الأوسط قرابة 18.7 مليار دولار.وأفادت تقارير دولية أنّ حجم الصفقات المستهدفة في الشرق الأوسط ارتفع إلى 10 صفقات بلغت قيمتها قرابة 1.4 مليار دولار، حيث تصدرت دولة قطر قائمة الأسواق الأكثر نموًا.فقد سعت دول الخليج إلى جذب استثمارات في العديد من الدول، بهدف تقوية مراكزها المالية، وتكوين محافظ استثمارية في دول العالم، يمكنها من خلالها توسيع دائرة أنشطتها الاقتصادية.وترى دول المنطقة أنّ الاستثمارات في جميع القطاعات هي رؤية ذكية في اقتناص فرص جيدة من القطاعات التنموية في ظل أزمات متوقعة.يعني الاستحواذ بشراء أصول شركة أو عقار، وإدارة شركات أو مجموعات مالية وصناعية وخدمية، بحيث تمكنها تلك الإدارة مالية وتعاملية من الوقوف على قدميها في السوق العالمية.وركزت دول المنطقة على استثمارات نوعية في أوروبا وآسيا، وكان أعلاها في الأنشطة العقارية والصناعية والمالية والتكنولوجية، بهدف تحقيق توازن بين عمليات الاستحواذ، بما يحقق مردودًا جيدًا.فلماذا سعت دول الخليج إلى عمليات الاستحواذ والاندماج؟ وهذا مرده إلى تنامي مشكلات عالمية ملحة منها مالية ومناخية وصناعية، جعلت الكثير من الدول تفكر في خلق أنظمة مالية راسخة من خلال استثمارات ذكية، تكون بمثابة أرضية ملائمة لتنويع مداخيلها المالية والاقتصادية، وتنمية فرص العمل لديها، وتوسيع أنشطتها من المحلية إلى العالمية بما يفتح أمامها آفاق النمو الفاعل.ودفع التذبذب العالمي القائم في الأسهم والطاقة والعملات إلى إعطاء دفعة قوية لعمليات استحواذ أكبر ونوعية، بهدف الاستفادة من فرص تراجع الأسعار.تهدف عمليات الاستحواذ إلى تنويع المحافظ الاستثمارية، وتنويع قاعدة الأنشطة المحلية والخارجية، وفتح فرص واعدة أمام رجال الأعمال في إنشاء شراكات بناءة، وجذب المستثمرين ورؤوس الأموال، وخلق كيان استثماري يتناغم مع متغيرات العصر.كما يعمل الاستحواذ على بناء شراكات قوية بتحالف عدد من الشركات، والتخلص من الأصول الزائفة، ومواكبة العولمة الاقتصادية السريعة، وبناء كيان قوي قادر على الاستمرارية من الشركات، وزيادة القدرة التنافسية في السوق، وتطوير الأنظمة الإدارية بدخول دماء جديدة لها، والخروج من هوة الإفلاس أو القروض.