27 أكتوبر 2025

تسجيل

أهلا بالعودة للمدارس

18 سبتمبر 2016

اليوم الأحد تستقبل مدارس قطر أبناءها من الطلبة في مختلف المراحل الدراسية، اليوم ستفتح المدارس أبوابها، وكل الطلبة والطالبات استعدوا وأكملوا اقتناء حاجياتهم من الأمور المتعلقة بالمدرسة، البعض منهم بدأ فعليا استعداداته منذ فترة بتجهيز لوازم المدرسة كالحقيبة المدرسية والأقلام والدفاتر، والبعض الآخر ما زال يفكر فيما يحتاجه . البدايات هي بداية كل نهاية، فما أن ينتهي عام يبدأ آخر، ويحتاج الطّالب لهمّة قويّة ونشاط جادٍّ، واستعداد يكون قد اكتسبه بعد إجازة سنويّة امتدّت لشهور، فيدخل عامه الدّراسي الجديد بابتسامة مشرقة، وتكون التّهيئة قبل بداية العام الجديد عن طريق تحضير مُستلزمات الدّراسة من ثياب وزيٍّ وقرطاسيّة وكتب، ووضع خطّة للمذاكرة كل يوم وهي أمور تجعل من بداية العامِ الدّراسيّ الجديد سهلاً وناجحاً . إنّ الاهتمام بالأمور المادّية عند بعض أولياء الأمور يفوق أحياناً الاهتمام بالنّواحي النّفسية، كتوفير الجو الهادئ المناسب للدّراسة في المنزل وتحفيزهم على حب المدرسة ليس كمبان بل كبيئة سيعيش بين جدرانها مع أقرانه ومدرسيه وإدارة المدرسة التي توفر سبل تلقي العلم، فإذا كان الطالب في مراحله الأولى فلا بد من أحد الأبوين مصاحبة الطفل بداية العام لبثّ الطّمأنينة في نفسه، فشراء وتوفير الكتب والكراريس والأقلام والحقائب يجب أن يكون مصحوباً بتحفيز الطلبة على الدّراسة الجادة والمثابرة منذ بداية العام الدراسي . موضوع العودة لمقاعد الدراسة خطير ولا يستهان به وأدلى علماء النفس والمربون الأفاضل بآرائهم المتنوعة حول هذه الظاهرة التي تتكرر سنويا في مثل هذا التوقيت، وقع بين يدي نصائح مقدرة من مدرب فاضل يحذر وبشدة بأن عقول الطلاب والطالبات تم برمجتها على كره الدراسة وعدم الاستمتاع بها وهذا مؤشر خطير يحتاج منا الوقوف فورا وتعديل ما يمكن تعديله، ومن النصائح القيمة التي قدمها هذا المدرب الفاضل لتفادي الوقوع في شر هذه الظاهرة الخطرة :- إيقاف أي مشاركة تهزأ أو تنتقص من العلم والتعلم .. نشر فوائد العلم والتعلم .. تذكير أولياء الأمور بتهيئة أبنائهم نفسيا لمقاعد الدراسة .. نشر فضل العلم والتعلم ومكانة العلم .. أهمية إدارة الوقت .. عدم الاستهزاء والسخرية بالمدرسة أو المعلمين وإيقاف كل ذلك .. مشاركة الطلاب والطالبات في شراء احتياجات المدرسة وحثهم على اختيار الأنسب . طبعا للإدارة المدرسية دور كبير في تهيئة الجوّ الدّراسي المناسب لطلابهم وطالباتهم، وعلى هيئة التعليم التحلي بالصّبر والحكمة وإتاحة الفرصة للجميع من أجل التّعبير عن آرائهم ومشاعرهم، المدرسة هي مصنع الرّجال والنّساء من أجل مستقبل أفضل، وبناء خطّة واضحة يسير عليها الطّالب تساعده على استغلال الوقت بأفضل أشكاله . اليوم الأحد يوم العودة للمدارس بعد ثلاثة أشهر قضيناها في الفرح والسفر والعيد ولقاء الأهل والأصحاب والنوم والسهر والراحة في أمان وخير ونعمة .. أهلا بالأحد .. ما دمنا بنعمة الصحة والسلامة .. أهلا بالأحد .. ما دام همنا النهوض بالمدارس والتدريس وتعليم أجيالنا وتحصينهم بالعلم لتكوين جيل طيب الأعراق . أهلا بالأحد.. ونحن نفيق من النوم بصحة وعافية على صوت المنبه وليس على صوت المدافع والطائرات الحربية والقصف والنار، طلبة العراق واليمن وفلسطين وسوريا مشغولون في دفن موتاهم من الحروب، وطلبة إفريقيا يدفنون إخوانهم كل يوم من الجوع والأمراض المعدية . ندعو الله عز وجل أن يبدل حالهم من عسر إلى يسر ونحن في نعمة نحمد الله عليها . وسلامتكم