28 أكتوبر 2025
تسجيلظهر في الآونة الأخيرة - من يطعن في الثوابت التي أجمعت عليها الأمة - ممن لا صلة ولا أهلية لهم بالعلم الشرعي ولا ينبغي لهم التحدث في أمور العقيدة وما ليس لهم به علم. " مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ"[1] لأن هذا يُحدث بلبلة للمسلمين في أمور دينهم، خاصة العوام ومن لا مصدر لهم للثقافة إلا هذه الأجهزة الحديثة من التلفاز والإذاعة وهي أمور يجهلها غير الدارسين خاصة المتلقين لآراء وكلام أمثال هؤلاء وهذا الطرح العلماني المادي الذي ينكر الغيبيات والمعجزات، وغيرها من السمعيات التي لا مجال للعقل فيها لأنها أمور غيبية وأول صفات المؤمنين الإيمان بالغيب قال تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ"[2]. ويخالف الشيعة جمهور أهل السنة في مسألة عذاب القبر ونعميه؛ فيرى فريق منهم أن العذاب والنعيم يقعان على الروح لا الجسد، وينكر فريق آخر هذين الأمرين بالكلية، حيث ينكر الحوثيون – الشيعة- عذاب القبر ونعيمه، ويعتبرون أن مرحلة البرزخ مرحلة مرور إلى الدار الآخرة فقط، يمكث الإنسان فيها كمكوثه وراحته في بيته. وإضافة إلى ما سقنا من نصوص القرآن الكريم في الأسبوع الماضي عدد الشرق: 9584 الصادر في 12 سبتمبر هذه أدلة من السنة النبوية المطهرةمنها: في رؤية كلٍ لمقعده - منعما أو معذبا – قبل مفارقة روحه لجسده*في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: "إنّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة"[3].ومنها في نعيم الصالحين1– في المسند حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فذكر الحديث بطوله، وفيه: "فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبها"، فذكر الحديث[4].2-وفي الموطأ قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله إلى جسده يوم القيامة"[5].3- وفي صحيح مسلم حديث القراء؛ أصحاب بئر معونة، وفيه: "بلغوا قومنا عنا أن قد لقينا ربنا، فرضي عنا ورضينا عنه"[6].وفى العذاب للعصاة1 –فى الصحيحين: مخاطبته صلى الله عليه وسلم لأهل القليب يوم بدر، وسماعهم له، وقوله لهم: "هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً"[7]..2- في الصحيح عن ابْن عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، أَوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ» ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ». ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا» أَوْ: «إِلَى أَنْ يَيْبَسَا»[8] قال الإمام الحافظ ابن الملقن (ت 804 هـ) - رحمه الله تعالى - في شرح هذا الحديث: "فيه دلالة على إثبات عذاب القبر وهو مذهب أهل السنة وجمهور المعتزلة كما ستعلمه، وهو ما يجب اعتقاد حقيقته، وهو ما نقلته الأمة متواترا. فمن أنكر عذاب القبر أو نعيمه فهو كافر، لأنه كذّب الله تعالى ورسوله في خبرهما[9].3-عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ..، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ» ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،..".[10] قال بعض أهل العلم: ولهذا السبب، يذهب الناس بالخيل إذا مغلت[11] إلى قبور اليهود والنصارى، فإذا سمعت الخيل عذاب القبر، أحدث لها ذلك فزعاً وحرارة تذهب بالمغل[12].4-روى النسائي بإسناد صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: «هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ»[13] وفي رواية " شَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَمْ يَنْزِلُوا إلَى الْأَرْضِ قَبْلَ ذَلِكَ"5- في الصحيح عن ابن مسعود " سُورَةُ تَبَارَكَ هِيَ المَانِعَةُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ"[14]وبعد فقد اِسْتَقَرَّ رَأَّى الأمة عَلَى مَا جَاءَ فِي ' الْأَحَادِيث الصَّحِيحَةَ ' عَنْ ' عَذَابِ الْقَبْرِ ' وَنَعِيمَهُ، وَلَا عِبْرَةَ لَمِنْ يُنْكِرُهَا [15]".وختاما هذه مقتطفات من كلام بعض علماء الأمة في منكر نعيم القبر وعذابه.