27 أكتوبر 2025
تسجيلتراودني خلال تأملاتي الخاصة فكرة تحقيق الديمقراطية في وطننا العربي الكبير وهل نحن قادرون على امتطاء صهوتها في ظل تغييب المواطن العربي من معرفة حقيقة ما يجري في محيطه، وفي شأن حياته الخاصة، وفي مقدرات بلده، من اين تأتي وإلى اين تذهب؟ فموضوع البرلمان الذي هو من اكثر الاجهزة المرتبطة به اصبح أكثر إلحاحا ومطلبا على الساحة السياسية والفكرية في العالم العربي، وأصبح تطوير عمل اﻟﻤجالس البرلمانية العربية أكثر أهمية في ضوء تحديات العصر والاتجاه نحو عولمة تطوير المؤسسات والخبرات السياسية المحلية، مما جعل الأخذ بآليات العمل المؤسسي للديمقراطية، وفي محورها البرلمان، سمة شبه حتمية للدولة المعاصرة.في قطر لدينا مجلس شورى معين بأغلبية اعضائه، فاعل مع قضايانا المحلية وقضايا الامة، وله نشاط ملحوظ في منظومة اتحاد البرلمانيين العرب ويقدم افكارا قيمة يستمدها من متطلبات الشعوب والمجتمعات العربية التي تنشد الحرية الحياتية وحرية التعبير إلا أن هذا لا يعني أنها حرية مطلقة بلا حدود، فالأصل المستقر في الأنظمة الديمقراطية أنه لا يمكن أن تكون الحرية مطلقة بلا قيد، وإلا انقلبت فوضى وحملت في طياتها البغي والعدوان على كيان الدولة وحريات الآخرين.من هنا وبعد اطلاعي بجهد شخصي على العديد من الدراسات التي يحمل معدوها افكارا تحوم حول كيفية تطوير المؤسسات البرلمانية العربية ايقنت ان هناك فجوة كبيرة تبعد المواطن عن قيادته، واذا خلى من حياته أي نشاط ديمقراطي فقد فاعليته، ومن اهم تلك الامور التي تخلو منها البرلمانات العربية هو فتح الابواب المغلقة ونشر وقائع الجلسات التي تناقش ما يخص المواطن، وفي حكم المنطق يعتبر ذلك من أهم أسس فاعلية المؤسسة البرلمانية في النظم المعاصرة.ان نشر وقائع الجلسات من داخل اروقة وجلسات البرلمان، فيما عدا القضايا بالغة الخطورة والحس، مطلب حضري يعطي الاحساس بالتفاعل الصادق بين النائب والمواطن، ففاعلية الدور التشريعي للبرلمان تتأثر بقدرة المواطنين من الاطلاع على المقترحات التشريعية المطروحة، ولهذا يلزم توفير تلك المقترحات للجمهور علنا وعبر وسائل الإعلام، وفي الوقت المناسب.حرية الرأي والتعبير تحتل منزلة مهمة في النظام الديمقراطي والصحافة تعتبر أحد روافدهما، فلا قيام للديمقراطية بدون حرية للصحافة، فهي رئة الشعوب تتنفس من خلالها، فمن خلال تحقيق أو مقالة أو دراسة، او كاريكاتير ساخر يمكن ان تصلح الصحافة مسار قد يكون قد غاب عن ارباب العمل داخل البرلمان الذي يجب ان تكون العلاقة بينهما حميمية ومتناسقة، فلن تكتمل العملية الديمقراطية إلا باحترام إرادة الكلمة.الصحافة ضرورة لا غنى عنها لأي مجتمع ديمقراطي يسعى للتقدم والرخاء والاستقرار، ويرنو إلى احتلال مكانة سامية بين دول العالم المتحضر. وسلامتكم