05 نوفمبر 2025
تسجيلالتربية والتعليم باختصار جناحان يحلق بهما كل مجتمع يرنو إلى السمو والتقدم في كل مناحي الحياة، ومن الخطأ الجسيم أن نفصل بينهما، فإنهما متحدان طبيعة وسلوكا، وعندما نتحدث عن هذين الشأنين الخطيرين فإننا نمس كل بيت وكل فرد وكل أسرة، وقد أولت دولتنا العزيزة هذا الميدان الحيوي الفعال كل عناية واهتمام ورصدت له أضخم الموازنات، وهكذا تفعل القيادات الواعية، مما يجعلنا دائما نتطلع إلى مستوى تعليمي أفضل من حيث الأداء وجودة المخرجات. أتناول هنا جانبا يتعلق بالبيئة المدرسية ودرجة انجذاب الطالب وتفاعله معها، ونحن نلاحظ الاهتمام الفائق بالبناء المدرسي وتزويده بأحدث وأفضل التجهيزات، مباني مدرسية فريدة الطراز كبيرة المساحة تتميز بنظام تكييف يكاد يحيلها إلى ثلاجات، إضافة إلى أشكال وفخامة الأثاث والمكاتب الوثيرة وكماليات الديكور، مما جعل مدارسنا - دون مبالغة - تضاهي فنادق (خمس نجوم)، وهذه جوانب مهمة في تهيئة البيئة الدراسية، لكنها تقتصر على الشكل وتجميل المظهر، والأجهزة الصماء، والأهم أن يواكبها تحسين في مستوى التعليم المقدم للطلبة داخل المدارس، وتعزيزه بالقيم التربوية، والأنشطة والفعاليات المشجعة والمحفزة للطالب، للتعبير عن ميوله وأفكاره وقدراته التي تشكل شخصيته المتكاملة، فإن لم يحدث هذا التوازن فإن جمال الأشكال والألوان وحجم المباني ونوعية الأثاث، تغدو شيئا هامشيا لا قيمة له البتة، بل تستنزف ميزانيات ضخمة دون جدوى، كمن يسكن فندقا فخما جميل الشكل يديره أشخاص يسيئون معاملة الضيوف، لنؤكد عندها أن تعليم الطلبة بطريقة سليمة، تحت ظل شجرة على بساط مرقع أجدى وأنفع، أما إذا توافر تعليم صحيح معافى في مكان جميل فسيح، فهذا أفضل وأحسن، دون شك.وإذا كنا أمناء مع أنفسنا أولا، ثم مع فلذات أكبادنا وأولياء أمورهم، فلابد أن نعترف أن تعليمنا مازال يراوح مكانه، إن لم يكن يسجل تراجعا مؤسفا، عاما بعد عام، لتصبح مدارسنا الجميلة فنادق خمس نجوم، لكن نزلاءها تعساء ويستعدون لمغادرتها وقد أنفقوا أموالا طائلة نظير إقامتهم غير السعيدة في غرف وأجنحة ومرافق تلك الفنادق.وهذه المقارنة أراها قريبة الشبه لما أشير إليه، وقد عايشت ميدان التعليم وخبرته عن كثب سنين عديدة حتى وصل إلى هذا المستوى الذي نعانيه، ونشفق كثيرا على أبنائنا وبناتنا من أوضاعه المضطربة وتحولاته المثيرة للأسى والرفض الشعبي العارم، ومن يقرأ ويتابع ويشاهد وسائل الاتصال الجماهيري يدرك أبعاد ما أتحدث عنه حول التعليم، وإذا أردنا أن نهيئ بيئة محفزة للطلبة للإقبال على المدرسة بروح وثابة وشوق وتفاعل إيجابي، فلابد من اتخاذ خطوات عملية جادة.. منها ما يلي: * الاعتناء الفائق في اختيار وترشيح المعلم القدوة أولا، قبل ما يسمى بالسيرة الذاتية المهنية. * تنقيح الكتب والمقررات المدرسية من الحشو الزائد والمحتوى الدخيل وما يؤثر سلبا على عقول أبنائنا وبناتنا من الأفكار والمضامين. * تخفيف ساعات الدوام المدرسي بما يتناسب مع رغبتنا في تحقيق الكيف قبل الكم. * تعزيز المناهج والمحيط المدرسي بأنشطة وفعاليات تستخرج كوامن الطلبة من المواهب والقدرات والطاقات البناءة، ويقوم عليها خبراء مختصون تربويون أكفاء. * تفعيل الدروس العملية التطبيقية وتقليل الورقيات والتكاليف المنزلية والاختبارات المرهقة للطالب. * التوقف عما يسمى بنظام التعليم النموذجي (غير النموذجي)، لما يسببه من إشكالات كبرى للمعلمات النساء، وصعوبة التعامل مع سلوكيات الطلاب الذكور. * إعادة جماعات النشاط المدرسي، مثل المعسكرات وفرق النشاط الاجتماعي والثقافي والفني والمسرحي، بطريقة تربوية محببة للنفوس ومشجعة على الإبداع والتميز. * تعريب العلوم الحديثة والتركيز على عناصر الهوية الوطنية بأسلوب أصيل معبر. * حماية الحرم المدرسي من تجاوزات الطلبة ضد زملائهم الآخرين بتفعيل لائحة الضبط السلوكي بجدية وحزم.وأترك للزملاء التربويين ومسؤولي التعليم مدارسة ومناقشة الملاحظات والمقترحات والإضافة إليها، وترجمتها واقعيا عمليا يعيد للبيئة المدرسية وقارها وجاذبيتها ومخرجاتها البناءة، مقدرين كافة الآراء والتوجهات النبيلة، الرامية إلى تصحيح مسار التعليم وتصويب المفاهيم المغلوطة حول ممارسات وتفسيرات بعض منتسبي هذا الميدان الحيوي الحساس. مكرمة الأمير.. والتجار لا تزال أصداء تصديق الأمير على نسب زيادة معاشات الضمان الاجتماعي متواصلة، تقديرا وعرفانا لأميرنا المحبوب، حفظه الله.ونناشد صناع القرار في بلادنا أن يرتقوا إلى طموح وتطلعات أميرنا وقائد مسيرتنا، خاصة فيما يتعلق بضبط الأسعار ومنع تجاوزات التجار المتربصين بالمواطن، عند كل زيادة في الراتب أو مكرمة يجود بها أميرنا على شعبه الوفي الذي يبادله بالفعل حبا بحب، ولسان حاله يقول: جزاك الله عنا خير الجزاء يا أميرنا، يا صاحب القلب الكبير، والعطاء الوفير.