19 سبتمبر 2025
تسجيلما أجمل أن يمتلئ قلب الإنسان يقيناً وإيماناً صادقاً بالله عز وجل ويجعله تعالى له وكيلاً، وأن كل ما يصاب به هو ما كتبه الله لنا، وأن كل غزة شوكة أو شيء من الألم له ثواب وجزاء حسن، وأن يجعل الصبر منهاجاً لحياته لأن الله تعالى يحب الصابرين! ورائع فعلاً أن يجد الإنسان نفسه مندفعاً إلى الرغبة في أن يكون مع الله دائماً ملتمساً اللجوء إليه موقناً أن الله تعالى قريب منه ويسمعه، وأنه وهو في أحلك أوقاته يقف داعياً الله عز وجل، أن الله سوف يستجيب له إن عاجلاً أو آجلاً، وأن خالقه يراه، ويشعر به، وينتظر أن يلجأ إليه، وأن ترفع الأكف ترجو عفوه ومغفرته وتلبية طلباته، وهو أعلم به من نفسه. وما أحلاها من لحظة تلك التي ترى فيها عزيزاً على قلبك كان منذ فترة يتألم ويئن ويطلب العون، وقد منَّ الله عليه بالشفاء وأشرق وجهه متلألئاً سعيداً بعد أن دعا الله تعالى أن يخفف عنه مما كان يعاني، وتشعر وقتها أن خالقك هو من سوف يعينك وينقذك ولا غيره يستطيع أن يزيل عنك الألم والمعاناة، وما الدواء ولا العلاج في الداخل أو الخارج إلا وسيلة من الوسائل التي هيأها وجعلها الله سبباً. وما أكثرها من رائعة تلك اللحظات التي يتجلى فيها صبر الإنسان، ويقف شاكراً خالقه ورازقه ومدبر أموره سبحانه وتعالى على ما أصابه من مصيبة لا يستطيع أن يردها، وذلك حين يشاء الله تعالى أن يختار ذلك العزيز على القلب إلى جواره لأنه أحبه!! وهنا يصل الإيمان إلى أقوى حالاته، ويمس شغاف القلوب، ويتغلغل في النفس، ويشعر أن الله معه أكثر وهو صابر محتسب، وهو أقرب إليه من حبل الوريد، وهو أرحم الراحمين وأرحم من قلب الأم على وليدها. إن الإنسان كما قال الله عز وجل في كتابه (إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا) صدق الله العظيم. ولذا فإنه إذا ما أصيب بشيء في نفسه أو أبنائه أو أقاربه، فإن الجزع والخوف يتلبسانه، وقد يفقد أحيانا توازنه في ذلك، ويشعر باليأس والحزن الشديد الذي أحيانا قد يؤدي إلى نتائج سلبية على حياته التي قد يحس بأنها انتهت بفقد ذلك "العزيز"، ولكن الله تعالى أكمل آياته بقوله (إلا المصلين، الذين هم على صلاتهم دائمون). نعم بعد ذلك الهلع والجزع، يلجأ المؤمن الذي خالط اليقين والإيمان قلبه إلى خالقه ويلتمسه في الصلاة التي تطمئن القلب وتهدئ البال، وتحتسب من فقدناه عند الله تعالى في جنة النعيم إن شاء الله، أو أن من لديه من مريض أن الله تعالى سوف يرفع عنه الخطر ويشفيه. فما أروع اطمئنان القلوب ويقينها الكبير بالله تعالى، وقدرتها على التحمل والصبر ومواصلة الحياة، وهي في يقين تام أن الله عز وجل لا يتركها وحدها فهو دائما معها، إن تواصلت هي معه باللجوء إليه ورفع أكف الضراعة إليه، وندعوه تعالى أن يمنّ علينا بالإيمان الصادق واليقين، والصبر وألا يزغ قلوبنا بعد أن هدانا. * همسة: رحمك الله تعالى يا زميلتنا العزيزة هند السويدي، وأسكنك فسيح جناته، وألهم أهلك وأحباءك الصبر والسلوان، ولن ننسى كلماتك.