07 أكتوبر 2025
تسجيلرسمياً وعلناً وبالفم المليان الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل " حبايب " وحلفاء " غصب عن الراضي والزعلان " وأصبح بينهم موثق غليظ ستتحدث عنه أجيالهم بكل فخر واقتدار، وسيضربون بيد من حديد من يقف حجر عثرة أمام طريق توطيد العلاقات وخلق شراكة ثنائية دائمة بينهم، حتى لو كانت ترتبط بالدين والعرق والنسب والدم، فما بينهم أقرب من كل هذه الترهات في نظرهم، بينهم أهداف مشتركة ومصير واحد حتى لو اضطروا أن يُعلّقوا شعار إسرائيل على صدورهم!! يخطئ من يظن بأن التطبيع والملاطفة والقبول بين الطرفين حدث فقط خلال هذا العام أو العام الماضي بل الأحداث تؤكد بأن " العيال " مُتصهينة الهوى منذ أكثر من عقد أثبتت من خلالها الإمارات وفاءها وودها للكيان الصهيوني بالأفعال قبل الأقوال، ولعل الاختبار الأول لجديتها والاطمئنان من نواياها ذلك التنسيق الذي جرى بين أجهزتها مع الموساد لتنفيذ عملية اغتيال محمود المبحوح القيادي في كتائب عز الدين القسام في أحد فنادق دبي عام 2010، وهو ما يعني بأن التوافق والتفاهم وكل صور التطبيع مفعّلة ولكن بطريقة سرية وغير معلنة، والأيام القادمة كفيلة بكشف العديد من المعلومات التي تؤكد حقيقة التطبيع الخفي الطويل بين تل أبيب وأبوظبي ! ولعله من المضحك جداً أن تعزف الإمارات على التمسك بالحق الفلسطيني بأنه هو السبب الرئيسي والمهم في التطبيع مع الكيان الصهيوني لأن الجميع يعرف جيداً موقف الإمارات ولاسيما في السنوات الأخيرة من القضية الفلسطينية وكيف أنها من الداعمين الرئيسيين لصفقة القرن التي في معظم بنودها تتنازل عن الأراضي الفلسطينية للكيان الصهيوني المحتل، ويعرف الفلسطينيون ومعهم العرب جيداً بأن الإمارات خنجر في خصر الأمة العربية والإسلامية ودعمها لكل كيان متطرف يشهد به القاصي والداني، فهي داعمة للحكومة الهندية ضد المسلمين الهنود ومؤيدة لحكومة ميانمار المتطرفة ضد أقلية الروهينجيا، وهي تحارب ضد المسلمين في مالي، وداعمة لحفتر ضد الشعب الليبي وحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، ناهيك عن دعمها الكامل لطاغوت مصر السيسي، أما عن جرائمهم في اليمن فحدّث ولا حرج ! ومن المعيب أن لا يفصل عن إعلان الإمارات بأن الاتفاق الدبلوماسي بينها وبين الكيان الصهيوني سيتكفل بوقف ضم أراضٍ من الضفة الغربية سوى ساعات ليخرج تصريح إسرائيلي بأنها لن تتخلَّى عن ضم الأراضي وبناء المستوطنات، فالإمارات آخر همها القضية الفلسطينية والفلسطينيون يدركون ذلك جيداً وخاصة المقدسيين منهم، فهم لم ينسوا محاولات رجال أعمال إماراتيين بتوجيه من حكومتهم بالعمل على شراء بيوت وعقارات في البلدة القديمة وتحويلها إلى المؤسسات الصهيونية الاستيطانية ! ولكن ما يثير الريبة هو استعجال الإمارات في عملية التطبيع ورغبتها في تنفيذ الاتفاقية بأسرع وقت ممكن، فليس من المنطقي أن تلهث الإمارات لإتمام هذه الصفقة إلا لدواعي شر وغدر تحيكه للمنطقة، وقد يكون هذا التطبيع ممهداً لخطوات شيطانية تبتغيها الجارة المارقة من أجل دعم إسرائيل ومن خلفها إدارة ترامب قبل الانتخابات الأمريكية القادمة التي قد لا تكون فأل خير لها ولا لحليفتها السعودية في حال خسارة ترامب وصعود بايدن، وقد يكون أحد أوجهها حاجتها إلى الدعم في الملف الليبي أو المواجهة مع تركيا التي يبدو أنها تخشى كثيراً من تهديداتها الأخيرة لها، أو لكسب حماية إسرائيل لها في حال تغيرت الإدارة الأمريكية وسارت أهواء إدارتها الجديدة ضد ما تشتهيه الإمارات، كل الاحتمالات " الشريرة " واردة طالما أن رأس الشر طرف رئيسي في المعادلة ! فاصلة أخيرة جارة الشر الكبرى تترقب بشغف كبير أجواء التطبيع وردود الأفعال. [email protected]