12 سبتمبر 2025

تسجيل

خليجيون خارج السرب

18 أغسطس 2015

لقد تناولت الأسبوع الماضي مواقع التواصل الاجتماعي بأكملها العديد من الأخبار ربما تكاد مزعجة وأثارت غضب الكثير منا عند رؤيتها وقراءتها، ومنها السلوكيات الصادرة من كثير من الشباب والنساء والأسر من بعض دول الخليج عند قضاء إجازتهم في ربوع الدول الأوربية وعدم احترام ثقافة وعادات وتقاليد وقوانين هذه الدول بالصورة اللائقة والمسموح بها، سواء كان في معاملات مع الأشخاص أو استخدام حدائقهم عند التنزه بشكل عام أو استخدام الصوت العالي في إقامتهم أوالظهور بطريقة غير لائقه في الأماكن العامة بسلوكيات تتنافى معهم أو الاحتكاك غير المقبول مع حيواناتهم أو ديانتهم إذا كانوا مما يعبدون نوع معين من الحيوانات فيتم الاستهزاء بهم في هذا الجانب أو الإسراف والاستهلاك في المأكل والشرب بصورة غير حضارية في حدائقهم وعدم الاهتمام بنظافه المكان ويليها العديد من السلوكيات الصادرة من الأفراد والتي من خلالها فهم لايمثلون أنفسهم ولكنهم سفراء لأوطانهم من خلال ثقافتهم وسلوكياتهم الصادرة منهم وبذلت دولهم الخليجية العديد من الميزانيات الاقتصادية والثقافية والرياضية لتوصيل رسائل إيجابية عن الخليج وإمكاناتهم وثقافتهم والنقلة النوعية التي انتقلتها من مراحل قبل ظهور النفط وبعده، وكيفية تسخير الموارد الاقتصادية لتنمية الكوادر البشرية والمجتمعية من خلال الإعلام المرئي وغير المرئي وإقامة العديد من المؤتمرات والمشاريع التنموية والاقتصادية والبطولات العالمية على أرضها من أجل توصيل رؤية معينة عنها ويأتي أشخاص لايعدون على أصابع اليد يسيئون للإسلام وللعرب بهذه الصورة التي أثارت غضب الكثير منا والمؤلم مطالبة العديد من الدول وماتناولته صحفهم الأجنبية بعدم رغبتهم في وجود العرب في أوطانهم بسبب سلوكياتهم السلبية التي تتنافى مع ثقافتهم واحترام عاداتهم وتقاليدهم بالصورة التي يرغبون بها وليست بهذه الفوضى النفسية والاجتماعية وكلما تحدثت مع الكثير في احترام ثقافة هذه الشعوب فيكون الرد غير المرضي بأنه بأموالنا التي تنشط سياحتهم الراكدة طوال العام، وكثير من الردود غير المقبولة ولا نتقبلها في ضوء سياسية الدين الإسلامي الذي يحث المسلمين على الاحترام والتقدير والترغيب وليس الترهيب بهذه الصورة ويليها ثقافة الدول العربية والتي لاتقبل السلوكيات السلبية والخاطئة والتي تنفر من الفوضى في كل الجوانب، ولماذا نجبر الأجانب في أوطاننا على احترام ثقافة وعادات الدول العربية عندما يكونون على أرضنا وعندما نذهب إليهم لانحترم ثقافتهم واستخدام لغة الإسراف والتبذير الاقتصادي في اللغة والمعاملات غير المقبولة وربما كانت النتيجة كنا سببا في إساءة سمعة أوطاننا ومحط أنظار العالم بهذه السلوكيات ومايتبعه من قوانين قادمة سوف تضر بالكثير ممن ليس لديهم أي ذبب سوى المقولة التي تقول إن الحسنة تخص والسيئة تعم ولذا نحن بحاجة ماسة إلى محاسبة أنفسنا بالصورة الصحيحة والتي حث عليها الدين وثقافة مجتمعاتنا العربية واحترام ثقافة الشعوب الأخرى من خلال قوانينهم وعاداتهم وأن يكون لدينا الوعي الكافي بثقافة الشعوب المتوجهة إلى زيارتها وذلك بالاطلاع على ثقافتهم وقوانينهم قبل الذهاب إليها وأن نكون سفراء فعليين لأوطاوننا من خلال السلوكيات والأخلاق الصادرة منا وليس باستخدام الفوضى الفكرية والاجتماعية وأن نكون حريصين على إعطاء صورة إيجابية ومثمرة عن أوطاننا وشعوبنا العربية والخليجية ولا نكون سبب إزعاج لهم ويتم التنويه لنا بهذه الصورة المؤلمة ونهدم ما تسعى له قيادتنا الرشيدة في علاقاتها وسياستها الخارجية مع العالم الخارجي في ظل الأوضاع الأمنية التي تمر بها المنطقة العربية بأكملها ويتم تسخير أموالنا لما فيه الصواب الصحيح سواء كان في الترفيه والسياحة المعقولة التي تضيف لنا فكرا جديدا ونحافظ على مواردنا المالية في ظل حرمان الكثير من الدول المحيطة من نعمة الأمن والأمان والدخل الاقتصادي وحتى لا نكون سببا في زوال النعم بأيدينا ونتمنى تكثيف دور أصحاب الفكر والثقافة والإعلام في التوعية الثقافية والسياحية بالصورة التي نأمل أن نكون عليها ونحن قادرون على ذلك.