16 سبتمبر 2025

تسجيل

فعاليات الصيف.. جهد مشكور ومطلوب

18 أغسطس 2013

بادرة جيدة تبشر بالخير قامت بها الهيئة العامة للسياحة والمعارض، بتنظيم فعاليات العيد، خاصة للأطفال وافتتاح مدينة وناسة ومهرجان سوق واقف وغيرها من الأنشطة، وهذا دليل على أن القائمين على هذه الهيئة أدركوا مدى أهمية وجود مثل هذه الفعاليات من أجل الترفيه عن الأطفال وأسرهم، خاصة أنهم في إجازة الصيف وانتهاء العام الدراسي، ويحتاجون إلى وقت الترفيه والتنزه وقضاء وقت ممتع بعيداً عن جو الالتزام بالدوام المدرسي والدراسة، إضافة إلى أن هناك أسر لم تتح لها الفرصة للاستجمام خارج البلاد كما فعل الكثيرون من المواطنين والمقيمين الذين حزموا حقائبهم وتوجهوا إلى بلاد تتوافر فيها مقومات السياحة والترفيه والتنزه، رغم أن بلادنا تملك تلك المقومات ولكن للأسف لم تستثمر كما يجب، فشواطئنا الجميلة ذات الرمال البيضاء الناعمة تنادي المستثمرين لإقامة الشاليهات التي يمكن للمواطن أو المقيم قضاء وقت ممتع والتمتع بالسباحة والمناظر الطبيعية، خاصة أن الشاليهات والمنتجعات أقيمت على أراض محدودة، وتتصف بغلاء الأسعار التي قد لا يمكن للمواطن العادي أن يحلم بقضاء وقت فيها، ويفضل أن ينفق المبلغ نفسه في قضاء أكثر من ليلة في فنادق خمس نجوم في الدول المجاورة!! بدل ليلة واحدة وشاليه!! ناهيك عن قلة تلك الشاليهات والفلل التي يمكن أن تستأجر. وكم سمعنا وقرأنا عن مشاريع ستنفذ على بعض الشواطئ لمثل هذه الشاليهات بأسعار معقولة، ولكن كل ذلك كان أحلام يقظة اختفت مع حركة من العين وتنبه من أحدهم لنا!!! وهذه الأحلام طالت أيضا إقامة مدينة ترفيهية يستمتع بها الأطفال والشباب والفتيات كما كان الأمر في مدينة علاء الدين الترفيهية من قبل التي اختفت بلا أي سبب يذكر، رغم الإقبال عليها والمساحة المناسبة المقامة عليها، ويظل أطفالنا وشبابنا يتهافتون على ساحات المجمعات التي رصدت فيها مجموعة ألعاب ترفيهية أحياناً نشعر أنها غير آمنة. ولقد طال الحلم، ونحن ننتظر هذه المدينة!! والمضحك أن البعض يقول لابد من انتظار مدينة الألعاب الترفيهية في مدينة لوسيل التي لا نعلم متى ستظهر للعيان!! ويظل الأهل يتكلفون الآلاف من الريالات في كل إجازة للسفر إلى الدول المجاورة والدول الأوروبية من أجل أن يتمتع أطفالهم بالألعاب في مثل تلك المدن الترفيهية، ونأمل ونحن نعود للحديث عن فعاليات العيد، أن يتحول الحلم إلى حقيقة. وللعودة إلى تلك الفعاليات التي أجادت الهيئة العامة للسياحة والمعارض في إقامتها، نقول إن المدينة الترفيهية التي أقيمت في أرض المعارض، رغم أهميتها للأطفال، إلا أنها وضعت في بعض ألعابها للكبار الذين كان الأجدر بالهيئة أن تخصص لهم مساحة بعيدة عن ألعاب الأطفال، حيث تتميز هذه الألعاب بشيء من الخطورة التي تستدعي من الكبار الصراخ والأصوات العالية من الأبواق التي تفزع الصغار ويسارعون إلى احتضان أسرهم خوفاً من تلك الأصوات المزعجة. فحبذا لو أمكن عند التخطيط لفعاليات أخرى أن يكون للصغار مساحة مناسبة لهم في ألعابهم ومشترياتهم بعيداً عن ألعاب الكبار، إضافة إلى أهمية مراعاة الأسعار الباهظة التي يتم فيها تقديم اللعبة التي قد يعجز رب الأسر ذو الدخل المحدود عن اصطحاب أطفاله إليها، فلا يمكن أن تكون تلك الفعاليات لمن يدفع أكثر، وغير ذلك لهم ألعاب الكورنيش والحدائق العامة التي لا يمكن ارتيادها بسبب حرارة الجو التي لا تطاق، خاصة بالنسبة للصغار طوال فترة الصيف، فرحمة بمن لا يكفيهم الراتب حتى نصف الشهر، ويتخوفون من أسعار احتياجات المدارس التي ستقصم ظهورهم!! أخيراً تحية إلى كل من أسهم من القائمين في هيئة السياحة في تنظيم الفعاليات من شباب قطر، الذين شعروا باحتياجات أهل قطر وإن كانت متواضعة نوعاً ما.. ونتطلع للمزيد من الإبداعات من طرفهم في السنوات القادمة.