10 سبتمبر 2025

تسجيل

لا بــارك اللــــه فـــي ضعفنـــــا

18 يوليو 2024

هل نحن في زمن لا يعترف إلا بالقوة ؟! إن كانت إجابتكم بـ ( نعم ) فإنني أتفهمكم جيدا وأتفهم ماذا تعني كلمة القوة اليوم في مفهوم القوى والدول والقدرات العسكرية والثقل السياسي التي تحاول كل دولة الضغط به لأجل مصالحها المختلفة وإن كانت الإجابة بـ ( لا ) فإنني هنا سأقف موقف التلميذ الخائب الذي يحارب أستاذه لإيصال المعلومة له وهو يقف أمامه بليدا ولسانه لا يكف عن السؤال لماذا وكيف وهل ولم ولا يترك أداة استفهام واحدة إلا ويصدم بها استاذه الذي يكاد يتميز غيظا ونفورا منه ومن أسئلته غير القابلة للإجابة عنها بشكل واف وكاف حقيقة ! فإن كان هذا الزمن لا يعترف بالقوة لماذا لم تعترف إسرائيل بقوة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية حتى هذه اللحظة رغم كم الخسائر البشرية والمادية والحرب العسكرية غير المتكافئة في الحقيقة منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم ؟! ثم لماذا تتجاهل تل أبيب ثقل حماس الذي جعلها رغم مضي ما يقارب عشرة شهور متواصلة أغرقت فيها إسرائيل الكثير من الأنفاق السرية وعطلتها ودمرت معظمها واكتشفت ما بداخلها من منظومات استخبارية خاصة بالمقاومة الفلسطينية لسرايا القدس والجهاد وحماس تزيد قوة واستمرارية بل ومجاراة في القوة وتفوقا بالتخطيط والتدبير وأسر المزيد من الجنود والضباط الإسرائيليين الذين يشاركون في العمليات العسكرية التي تقول حكومة نتنياهو ومجلس حربه الفاشل إنهم شاركوا في عمليات برية لتحرير أسراهم الذين تقتلهم القوات الإسرائيلية المتخبطة في حوادث فاضحة قوضت عائلات الأسرى والشعب الإسرائيلي عليهم أكثر فأكثر ؟! ولم ينكر العالم إن القوة التي تتمركز عليها حماس أو غيرها هي من باب المقاومة التي تُشرّع في أوكرانيا اليوم لدحر الدب الروسي المحتل ؟! فهل المقاومة في فلسطين المحتلة إجرام وإرهاب وفي أوكرانيا مقاومة مشروعة ودفاع مستميت ؟!. أنا هنا لا أحمل هذه الأسئلة ومثلها الكثير من الأسئلة التي تتدافع الآن لإسقاط نفسها على صفحة مقالي هذا لأحصل على جواب لها فإنني والله قد فقدت أملا في عرب لا يعترفون بمقاومة ضد الاحتلال من أجل الاعتراف بالمحتل من الأساس ولكني أريد فعلا أن أبحث عن الاعتراف بالقوة التي جعلت الولايات المتحدة مثلا تنصب نفسها قوة عظمى عالمية ومهيمنة على مداخل ومخارج كل أزمة تشم من تفجيرها وإشعالها مصالح لها أكبر من إخمادها فلا تجد تلك المصالح تزهر في عينيها ثانية وهذا الاعتراف أيضا أحاول أن أراه أيضا في قوة روسيا اليوم التي تقايض أوكرانيا في الانسحاب من أراضيها ووقف غاراتها بقائمة شروط تعلم موسكو أن كييف سوف تخضع لها رغم احتماء الأخيرة بأوروبا مجتمعة إلى جانب واشنطن الممتعضة من تباهي روسيا بقوتها التي لا تستطيع هي شخصيا إنكارها فهل هي القوة التي ترمي بثقلها في كل هذا أم إن الأمر مجرد حرب تصريحات وتغريدات ؟! إذن هي القوة التي لم تستطع الدول العربية على كافة عواصمها وقدراتها العسكرية وصفقاتها الخيالية أن تكون قوية وتستند على قوة يمكنها أن تجابه غيرها أو تحصر نفسها ضمن زواياها الأربع فلا تجرؤ أي دولة على تجاوز المسار نحوها إلا بعد دراسة ودراية وهي أيضا القوة التي تجعلنا اليوم في صف ثان وربما ثالث من القوى العظمى التي حصرت نفسها في بعض الدول بينما ارتضينا أن نكون عالما ثالثا يراه هؤلاء متشبعا بالتخلف والرجعية ونحن خير أمة أُخرجت للناس فجعلنا من خيرنا وبالا علينا ومن تقييم العالم لنا مقياسا لنا لذا فإن القوة بريئة منا يوم كان الضعف يسكن فينا وحولنا فلا بارك الله في ضعف يعقبه حسرة وهوان مثل هذا ورب الكعبة !.