02 نوفمبر 2025
تسجيلنعيش في هذه الأيام الفضيلة وقد اقترب موعد الوقوف بعرفة، حيث يقف المسلم يدعو ربه أن يغفر له ويمحو ما فعله من سيئات ويعاهد الله أن لا يعود إلى ما كان عليه حتى يعود إلى بلده وقد غفرت له ذنوبه وتقبله الله عنده من التوابين، فبعد قد يجتمع الحجاج على جبل عرفة لا تعرف منه الغني ولا الفقير ولا الأمير ولا الحاجب ولا الأبيض ولا الأسود ولا العربي ولا الأعجمي، الكل سواء يلتقون كما التقى أبوهم آدم بأمهم حواء بعد نزولهم إلى الأرض، ليثبتوا أنهم إخوة في الدم والأصل. لذا فإن هذه الأيام التي يتطلب فيها من المسلم أن يصلح ما بينه وبين أخيه وكل ما يحمل له من مشاعر غير محببة المليئة بالشحناء والعتب والخصام الذي قد يكون طويلا بينهم، بل إن هناك أبناء فرَّقت أمور دنيوية بينهم وبين والديهم ولم تعد هناك صلة بينهم سنوات مضت لم يزر فيها الابن والدته رغم تقارب المنازل ولم يتعرف على أبناء أخيه الذين يعيشون مع أمه ولم يتذكر أن له أما تدعو له بالهداية وتتمنى رؤيته وتجتمع معه، وإن ليس هناك شيء في الدنيا قد يفرق بينهم مهما كانت قيمته وأهميته، كما أنها فرصة لأن نصلح بيننا وبين أصدقائنا ونتواصل مع من انقطعنا عنهم وشغلتنا الحياة ومشاكلها عنهم فابتعدوا وابتعدنا. في هذه الأيام نتذكر من ورى التراب جسده من الأحباب ولم نشبع منهم بل كانت في النفس عليهم غصة وشيء من السخط تمنينا أن تسامحنا معهم وذهبوا على وعد أن نلتقي في الآخرة إخوة متحابين، ومن هنا لابد أن نحاول أن نصفي قلوبنا ونلتقي في العيد ونحن لا نحمل لبعضنا البعض إلا الحب ونُعلم هذا الحب لأبنائنا ولا نورثهم الكره والقطيعة، وأن نؤكد لهم أن من حولنا من أهل وأصدقاء ومعارف نجتمع بهم في الدنيا ونستمتع معهم فيها ولا ندري هل ستكون لها جلسة أو لقاء في الآخرة، حيث يفر المرء من أخيه وصاحبته وبنيه، وعلينا استثمار هذه الأيام الفضيلة في الاستغفار والتوبة والتسبيح والتكبير والتصدق والإكثار من قراءة القرآن وزيادة الروابط الأسرية والترحيب بمن يقوم بزيارتنا بكل محبة وسعة صدر، فكل هذا سيشعرنا بالراحة والطمأنينة ونحن نرى أحبابنا مجتمعين على الحب والخير دائما وكل عام وأنتم بخير. [email protected]