20 سبتمبر 2025
تسجيلنظام التعليم متذبذب وغير مؤثر ويحتاج إلى مراجعة، نتيجة لمناهج التعليم المتضاربة. أوجد ذلك صراعا بين القيم في المجتمع، فالمواطن يرى نفسه فاعلا مرة ومفعولا به مرة أخرى، يرى في الآخر أخا مرة، ويرى فيه تحديا جاء على حساب رزقه تارة أخرى، يرى في الثروة نقمة ونعمة، ويرى في الماضي ملاذا من حاضر يتلاشى فيه. جعل هذا الوضع المواطن في حالة الدفاع دائما، فهو يدافع عن وطنه ممن جاء ليعمل فإذا به يستوطن ويستقر، ويدافع عن دينه وسماحته ممن جاء يعلمه الدين فأصبح عبئا ثقيلا عليه وعلى الدين، لسنا مجتمعا ضرائبيا، ليدفع مقابل اقامته وسكناه، لسنا مجتمعا دستوريا لنشعر بالأمان تجاهه. دور الاعلام كان ولا يزال سطحيا، يعزز من القيم وازدواجيتها، يريدك حرا ضمن نسق حرية المجتمع المفروضة، يعكس قيم الثقافة الاستهلاكية من مولات وفنادق ومطاعم، في نفس الوقت يعزز قيم البداوة والعصبية القبلية من خلال برامج التراث التي تعطي النشء انطباعا غير صحيح عن موروثاته التي كانت في معظمها نشاطات اقتصادية بحكم وضع المجتمع آنذاك، فالقنص كان نشاطا اقتصاديا، والخويا لهم حق الشراكة، والفداوي كذلك مهنة، اختفى ذلك النمط الاقتصادي، القائم على محورية الشيخ فيه بعد ظهور الحكومة، ولكن يبدو أن هناك انزياحا نحوه بالرغم من توجه الدولة نحو المؤسسات وبنائها. ليس للاعلام رسالة واضحة، يمكن قياس تقدمه من عدمه على مؤشراتها، كم عدد البرامج الحوارية في الاعلام، ماذا تقدم؟ ما القضايا وأولوياتها في المجتمع؟ في حين أن في قطر أكبر قناة حوارية في العالم العربي، وهنا دليل على الازدواجية بين الشيء ونقيضه تبدو واضحة. أرجو ألا يغفل المسؤولون عن الجانب الاجتماعي، وهم في حمى الدفع اقتصاديا لتحقيق التزامات الدولة نحو الخارج، فكثيرا ما كان الجانب الاجتماعي المهمل، هو كعب أخيل للحكومات والانظمة، كل ما يتطلبه الوضع هو التنظيم ومواجهة المشكلات ودراستها وعدم جعلها تتراكم، فالهوية الوطنية تبنى تدريجيا من خلال القوانين والنظم ونظم التعليم المحكمة ووسائل الاعلام الواعية، ولا تترك للمشافهة وقصائد الشعر. [email protected]