13 أكتوبر 2025

تسجيل

حيا الله النشامى

18 يوليو 2019

 شيئا فشيئا تتهاوى رهانات دول الحصار الفاشلة التي عقدتها على نجاح هذا الحصار على قطر، والدول التي ظن هذا الحلف الغادر أنها ستقف معه في كل سياساتها غير المبررة تجاه الدوحة ها هي تجد مصالحها مع قطر بعد فشل سياسة المال أو التهديد، وتؤكد أن الوضع الذي تود أن تكون عليه هذه الدول الأربع لا يمكن أن يستمر أمام التفوق السياسي والاقتصادي والنهضوي القطري، ولعل أهم العائدين عربياً لعلاقات مميزة مع قطر هو الأردن الذي خفض تمثيله الدبلوماسي مع بداية الأزمة المفتعلة ضد قطر ولم يشأ القطيعة الكاملة وإن كانت عمّان حافظت على علاقات ودية مع الدوحة نظرا لما يرتبط به قيادتيهما من حكمة وتدبر لأمور استطاعت قطر أن تعطي الأعذار والتقدير الكامل للظروف التي أحاطت بالإجراءات الأردنية في المقابل، حافظ الأردن الشقيق رغم هذا على علاقاته الطيبة مع قطر ولم تستطع دول الحصار أن تجرفه بعيدا عن الشاطئ القطري الذي يرتبط معه بتاريخ من العلاقات الأخوية التي تعود اليوم بتعيين سعادة السيد زيد مفلح اللوزي سفيرا فوق العادة ومفوضا للمملكة الأردنية الهاشمية في قطر في المقابل تم تعيين سعادة الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني ليكون هو الآخر سفيرا معتمدا لقطر في الأردن ومفوضا لها بشكل رسمي، أعلنه الطرفان وليكن التمثيل الدبلوماسي بين البلدين كامل النصاب ويؤكد على أن العلاقات القطري الأردنية إنما هي قائمة وممتدة ومستمرة على غير ما يهوى غيرها أو يحلم. فماذا هو موقف الرياض اليوم ومن تقودها في أبوظبي وهما تريان قطر التي لم تركع لحصارهما الجائر وقد استطاعت أن تبني علاقات جديدة وترمم أخرى وتعيد ما بترته أياديهما السوداء مع دول لم تنتفع من هذه القطيعة شيئا سوى أنها أضرت بمصالحها الداخلية والخارجية ؟! ما موقفهما الآن وعلاقات قطر تعلو فوق حصارهما البري والجوي والبحري والبعيد عن قطر يأتيها سعيدا وتقابله الدوحة مرحبة مهللة ؟!  هل تعي هذه الدول أن من صف إلى جانبها لا يمكن أن يُذكر في الخريطة إزاء من عاد للتصالح معها وتقيم له الدوحة وزنا وقيمة ؟!  ألم تخرج مقديشو بفضيحة لهذه الدول التي عرضت عليها أموالا كثيرة في مقابل أن تقاطع قطر لترمي الصومال العزيزة المال في وجوه أصحابها وتعلن أن لا شيء يستحق أن تبيع كرامتها لأجله، وإن كان العوز يكسر ظهرها ؟!  واستطاعت الصومال التي تعصف بها حروبا داخلية بين فصائلها والحركات المسلحة أن تحتفظ بعلاقاتها الطيبة مع الدوحة رغم كل هذه الإغراءات التي لم تنجح هذه الدول في تغليب سياستها على سياسة العقل والكرامة والدبلوماسية التي تنظر للبعيد وليس لتحقيق مصالح دول كل ما يهمها أن تعزل قطر عن مجتمعها الخليجي والعربي والإسلامي.  ولكن استطاعت هذه الدولة الصغيرة حجما الكبيرة عقلا وإنجازا وفكرا وحكمة أن تكوّن لها علاقات جيوسياسية غلبت على علاقاتها الجغرافية المنقطعة مع دول الحصار المجاورة لها، ولعل هذا ما أفقد هذا الحلف صوابه فزاد من العداء ضد قطر، ويقلل في كل شاردة وواردة لتحركات قطر الدبلوماسية وإنجازاتها الاقتصادية واتفاقياتها العسكرية ومناوراتها البحرية المشتركة مع عدة دول كبرى بتوجيه صغار مغرديه ومستشاريه لتفسير الأمور بطريقة أقل ما يقال عنها أنها غبية ومن المستغرب أن تصدر من شخصيات رسمية لمستشارين في الإمارات والسعودية بهدف الانتقاص من هذه الإنجازات التي تحلم بها دولهما المعزولة بعزل من يحكمونها، اللذان يلاقيان اليوم أشد صنوف الاتهامات أحدهما في الرياض الذي يواجه عواقب حادثة مقتل جمال خاشقجي رحمه الله وحربه الدامية في اليمن واستنزافه لحقوق شعبه في الداخل، بينما رفيقه في أبوظبي ورئيسه في كل هذه المخططات الشيطانية فسمعته السيئة تسبقه أينما حل ورحل وهذا يكفيه!. مرحبا بالنشامى من جديد وأهلاً بكل يد أخوية تُمد تجاه قطر بالحب والأخوة ولا تملك الدوحة أمامها سوى أن تحتضنها بيديها الاثنتين، فقلب الدوحة يتسع للعالم في حين ضاقت ذممهم السيئة على استيعاب كل تلك الأكاذيب ضدها.. أخبرناكم ونعيدها ونزيد: اللهم أنفعنا بالحصار على قدر ضررهم منه وكفى !. ◄ فاصلة أخيرة: أشكر جميع قرائي المخلصين المتابعين لكل مقالاتي هنا والذين يبعثون لي آراءهم بكل ود لا أملك تجاهه سوى قول شكرا لكم ولا خاب لكم ظنا في مقالاتي بإذن الله. [email protected]