28 أكتوبر 2025

تسجيل

التحكم في الرغبات

18 يوليو 2018

في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي نشر أحدهم نكتة عبارة عن أفكار إبداعية لفعل الخطأ والإفلات من العقاب بدون أن يكتشف ذلك أحد، ضجت الردود المستهجنة لهذه الأفكار التي قد تصل لبعض الأبناء فتنير لهم الطريق للمنكرات. من المهم تدريب الأبناء - وندرب أنفسنا قبلهم - على مهارات التحكم في الرغبات والتصرفات، صحيح أن الإنسان قد ينزلق لنزعاته في لحظات عابرة، ولكن هذا يجب ألا يكون دأبه. فالفرق بين الإنسان وسائر الكائنات هو العقل الذي ميزه الله به، ويستطيع من خلاله التمييز والاختيار بين الصواب والخطأ وتحمل عواقب قراراته. عندما أُحضر لأبنائي صندوقاً من الآيس كريم، فهناك طريقتان لمنعهم من الإجهاز على الكمية بأكملها: إما أن أخفي الصندوق وأعطيهم الكمية التي أرغب لهم بأن يأكلوها الآن، ثم أبقى متوجساً متمنياً ألا يعرفوا مكان إخفاء الآيس كريم، أو أن أريهم مكان الآيس كريم وأقنعهم بأن يأكلوا كمية محددة يومياً وأبين لهم الأضرار، ولو لم يلتزم أحدهم، سأستخدم بعض الحزم تجاهه. لو لم يتعلم الشخص في صغره ضبط رغباته وانفعالاته، فلا تتوقع أن يتمكن من ضبطها عندما يكبر. تجد بعض المدارس توصد الباب الخارجي، وترفع السور بضعة أمتار إضافية لمنع الطلاب من الهروب، بينما في مدارس أخرى ترى الباب الخارجي مفتوحاً والطلاب يتجولون في الساحة بدون أي اهتمام للباب. وفي مجال العمل، تجد بعض الجهات تحرص على مراقبة الموظفين بالكاميرات وأجهزة التعرف عن طريق البصمة وغيرها لمنعهم من التسلل، بينما البعض الآخر ترى أن الثقة بالموظف هي الأساس في التعامل. عامل الأشخاص على أنهم أشخاص ذوو مسؤولية. واصنع بيئة واعية ناضجة تحترم العقل وليس ككائن أسير لرغباته ونزعاته. وتعامل مع المخطئ بحزم، ولا تعمم العقوبة على الجميع.