وداعاً روسيا مرحباً قطر!

باسم كل العرب نرحب بالعالم في الدوحة انتهى مونديال روسيا 2018 بانتهاء مباراة فرنسا وكرواتيا في إستاد لوجنيكي بموسكو وتتويج فرنسا بذهبية كأس العالم بعد فوزها على كرواتيا 4/2 وتقديم درس مونديالي عالمي لكل الاتحادات الوطنية الرياضية مفاده أن فرنسا قد تمكنت، بفضل التحفيز المادي والمعنوي والانضباط الإداري، من الفوز بكأس العالم بلاعبين فرنسيين معظمهم من أصول عربية مغاربية وأصول إفريقية رغم أن الدول العربية والإفريقية التي يتحدرون منها قد انهزمت وخرجت من الدور الأول للمونديال الروسي ! انتهى مونديال روسيا بمفاجآت كروية مدوية فقد تمكنت دول صغيرة مثل كرواتيا وبلجيكا من الوصول للمربع الذهبي واحتلال المركزين الثاني والثالث على التوالي على حساب دول كبيرة مثل البرازيل وألمانيا وبذلك قدم المونديال الروسي درساً مونديالياً عالمياً مفاده أن القدرة على تحقيق انجازات عالمية كبرى في ميادين كرة القدم لا علاقة لها بأحجام الدول فلا صغير ولا كبير في كرة القدم وأن الفيصل هو بذل الجهد والإصرار والمثابرة ومن ثم تحقيق أكبر الإنجازات! انتهى مونديال روسيا بالظهور الأنيق لرئيسة وزراء كرواتيا التي ارتدت قميص المنتخب الكرواتي وأظهرت أجمل روح رياضية عندما فازت كرواتيا على روسيا وعندما انهزمت كرواتيا من فرنسا مؤكدة بسلوكها الحضاري على الرسالة الأساسية للفيفا وهي أن الهدف الرئيسي من تنظيم بطولات كأس العالم ليس تحقيق الانتصارات الرياضية أو تحقيق الارباح المالية فحسب وانما هو نشر ثقافة الصداقة والمحبة والسلام بين جميع شعوب العالم! انتهى مونديال روسيا بتاريخ 15 يوليو 2018 بعد أن حققت روسيا نجاحاً تنظيمياً باهراً بشهادة الخبراء الدوليين تمثل في إنشاء أحدث الملاعب العالمية وتقديم أجمل فعاليات الافتتاح والتتويج وتجسد في تفعيل الانضباط الأمني والإداري وبانتهاء آخر فعالية في المونديال الروسي اتجهت الأنظار العالمية إلى دولة قطر بعد أن تسلّم أمير قطر، صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الراية الرمزية (شارة) المونديال القادم، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين بموسكو، بحضور جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” وقد أكد سمو الشيخ تميم على أهمية مونديال 2022 لكل العرب، داعيا الجميع إلى حضور المسابقة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء القطرية (قنا) وغني عن القول أن تسلم شارة المونديال القادم لدولة قطر بشكل رسمي يؤكد بصورة قاطعة أن إقامة المونديال القادم ستكون في الدوحة القطرية في شهري نوفمبر وديسمبر من عام 2022 وأن صدور أي تصريحات بخلاف ذلك من هذه الدولة أو تلك هو مجرد شائعات مغرضة لا قيمة لها على الإطلاق من الناحية الرسمية. جدير بالذكر أن اللجنة القطرية المنظمة للمونديال القطري قد قامت، أثناء إقامة فعاليات المونديال الروسي، بإرسال نحو 100 شخص إلى دولة روسيا لمراقبة عملية التنظيم في المونديال الروسي والاستفادة منها في تنظيم المونديال القطري القادم حيث أبدى أولئك المبعوثون انبهارهم بالتنظيم الروسي الذي لا تشوبه شائبة وقد أكد السيد/ ناصر الخاطر الأمين العام المساعد للجنة العليا للمشاريع والإرث أن هؤلاء المبعوثين قد اكتسبوا بعض الخبرة كما ضاعفوا من معرفتهم التنظيمية وأنهم قد توصلوا بعد مشاهدة التجربة الروسية وتدفق عشرات الآلاف من المشجعين الأجانب إلى ضرورة تغيير الموقع المحدد لمنطقة احتفالات المشجعين في الدوحة من حديقة البدع إلى موقع آخر ومن المؤكد أن هذا المجهود التنظيمي الاستباقي سيمكن دولة قطر من تنظيم أحدث وأجمل وأنجح مونديال ولسان حالها يقول: باسم كل العرب نرحب بالعالم في قطر.