10 سبتمبر 2025
تسجيلإن إغلاق المسجد الأقصى يوم الجمعة الماضية ،عقب العملية الجهادية،هي سابقة خطيرة وهو دليل قاطع على أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو وفريقه العنصري المتطرف غير مؤتمنين على بيت عربي واحد فكيف يؤتمنون على المدينة المقدسة والتاريخية، وهي التي تغض الطرف وتساعد المؤسسات الصهيونية على سرقّة الأراضي العربية والأوقاف الدينية المسيحية، فهل يعلم العالم أن أرض الكنيست "رمز الديمقراطية المزعومة" مبني على أراض لوقف الروم الأرثوذكس، وأن منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الإسرائيلي أقيما على أراض للكنيسة العربية في حي الطالبية، فكيف يكذبون على العالم بتسويقهم دور الضحية كلما حدث اشتباك بين ثائرين عرب وقوات الاحتلال التي تغلق مداخل المسجد الأقصى ؟! العملية التي نفذها آل جبارين من عرب 48 ضد قوات الاحتلال، لا يمكن فصلها عن السياق التاريخي الذي يروي قصة الإمبراطور اليهودي الجديد بنيامين نتنياهو، الذي يزداد يوما بعد يوم تطرفا ونزقا وتكبرا على العالم كله وليس على الفلسطينيين فقط، وهو لم يعد يتعامل كرئيس حكومة الليكود التي تنتظر نتائج صناديق الاقتراع، بل إنه تحول إلى رمز للدكتاتورية المدنية التي تحكم إسرائيل بالخبث والمكرّ عن طريق صنع واقع أمنيّ مخيف للمدنيين الإسرائيليين، مقابل سلوك سادّي وإجرامي في التعامل ضد العرب الفلسطينيين في المناطق المحتلة،وبمباركة كبار المتدينين المتطرفين الذين يتحكمون بمنصة الشارع الإسرائيلي، فجعل الأراضي الفلسطينية براميل بارود وجرّار دماء.مدينة القدس عربية إسلامية مسيحية منذ فجر التاريخ ولا يمكن غلق أبوابها، ومع متغيرات الواقع بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط الخلافة العثمانية، أصبحت عاصمة دينية شاميّة للحكم الهاشمي بعد مكة المكرمة الحجازية، ومنذ حرب 1948 وحده الجيش الأردني الذي حافظ عليها ضد الغزو اليهودي، وأسس للروح المعنوية عند سكان القدس مسلميهم ومسيحييهم واليهود العرب،وبعد أن أصبحت المدينة تحت الحكم الأردني "رسميا وشرعيا" عام 1950، تحول التاريخ الى العهدة الأردنية كحقيقة واقعة، وهذا ما جعل القادة اليهود يصابون بلوثة جنون،وشاركهم بعض القيادات العربية الغابرة التي لم ترد أن تكون فلسطين ضمن دولة تستطيع المحافظة على قدسيتها وتاريخها بعيدا عن الأطماع الصهيونية، وهذا ما أدى الى إفشال الوحدة مع الضفة الغربية إن الصراخ و الولولة التي ثارت في تل أبيب عقب التصريحات الأردنية وعدد قليل من الأصوات العربية والذي طالب بإعادة فتح المسجد الأقصى للمصلين وعدم إغلاقه،ما هو إلا دليل على الصلف الذي تمارسه الإدارة الإسرائيلية،، فالمسؤولون الإسرائيليون أصابهم إلتهاب حاد في عمق العقل الداخلي للمؤسسة السياسية جرّاء الجهود الحثيثة في المحافل الدولية لكبح جماح الأطماع الإسرائيلية التي ليس لها حدود، ولهذا ساعد الأردن في إفشال الخطط الإسرائيلية التي كادت أن تضمن عدم التصويت في مؤسسات الأمم المتحدة لصالح مدينة القدس والخليل مؤخرا،وهذا من شأنه انكشاف الصورة الحقيقية لبشاعة العقلية والآليات الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين المحاصرين في الضفة الغربية وقطاع غزة ..لهذا يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تفهم بأن الحرم القدسي دائرة لهيب حمراء ستحرق أسلحتها، وعليها أن تفكر جيدا بمستقبل وجودها إذا بقيت العقلية العسكرية تقود الواقع، فكل أسلحة العالم لن تستطيع حماية جنودها من القتل والعمليات الفدائية ،وستبقى الدماء تسيل على أرض فلسطين المحتلة مادامت سياسة الفصل العنصري والخرافة التاريخية مسكونة في رؤوس قادتها،وعليها الرضوخ و منح مخرج للدولة الفلسطينية ورفع يدها عن المسجد الأقصى الذي لن يتخلى عنه الأردن أبدا ولا الفلسطينيون والدول العربية والإسلامية الشريفة، أما المنافقون لإسرائيل فلن تفيدهم خططهم التي ستنقلب عليهم عاجلا أو أجلا