13 أكتوبر 2025
تسجيلأن نقرأ من أرشيف تاريخنا العربي السياسي البائس أو نسمع شهادات شاهدين على هذا التاريخ المؤلم بأن حكاماً عرباً كانوا حتى وفاتهم أعضاء فعّالين في تنظيم الماسونية ويتخفّون فيها بمراتب محددة لتنفيذ أهدافها في قيام إسرائيل على أرضها الموعودة هو أمرٌ قد يكون حينها غير مألوف ومثار استهجان وسخط وغضب عربي جامح، ولكن أن يصل الأمر أن يتسابق هؤلاء الحكام لتنفيذ مخططات وأهداف الكيان الصهيوني فهو أمرٌ فاق كل التخيلات وأزكم الأنوف لما وصل به حالهم إلى هذه الدرجة المستفحلة من الصهيونية المقيتة التي لا يُلام الصهاينة عندما يعبرون عن ذهولهم واستغرابهم لما وصل به حال هؤلاء الحكام !! ولكن حقيقة هذا الواقع كان استكمالاً لخياناتهم التي أدت إلى انهيار الدولة العثمانية وتكالب النصارى عليها من كل حدب وصوب حتى أصبحت قلوبهم شتى متفرقين في دول وأقاليم متخلفة يسودها الجهل والتبعية، ولأنه من السهل تغليف الخيانة وتجميلها تحت أعذار واهية فقد وجد أعداء الأمة ضالتهم في قطيع العُربان بعرقهم وقوميتهم وبدعوى إعادة الكرامة والهيبة التي سلبتها منهم الدولة العثمانية حتى تحقق لهم ما ينشدونه ويهدف له أعداءهم، ومنذ ذلك الوقت والأمة يُعيّن حاكماً عليها ما تزكيه هذه القوى وتجده الحاكم القائم بحكمهم وليس القائم بحكم الله حتى أصبحنا رهينة الاستبداد والطغيان والهوان حتى وقتنا هذا ! ولا ريب أن الوضع لم يبقَ على حاله السيء ليصل إلى ما هو أسوأ بمراحل طويلة في مجاهرة بعض الحكام العرب أو ما يمثلهم في أن يكونوا محل فخر وامتنان لدى الصهاينة ليصبحوا أكثر خطرا على الأمة من الصهاينة أنفسهم، فما قاله مايك إيفانز مؤسس مركز التراث الصهيوني في خطاب أمام مؤتمر صحيفة جيروزاليم بوست في نيويورك بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أكثر دعما لإسرائيل من كثير من اليهود، ووصفهما بـ ( الرائعين ) كما امتدح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على ما يقدمه لإسرائيل، وهنا ينكشف للشعوب العربية جلياً بأن العملية لم تعد تُحاك في الخفاء عبر عملائها وإنما أصبح الوضع علنياً عبر هذه الدمى التي تحكم عشرات الملايين من الشعوب العربية المغلوبة على أمرها !! فإن نصل إلى هذه المرحلة من العمالة والاستفحال في تحقيق أهداف الصهاينة واستعباد شعوبنا من أجل ضمان حماية هذه الأهداف وتذليل كل المصاعب وتسخير الثروات من أجلهم فإنه لعمري هو أعلى درجات الذل والهوان، فهل هناك أي بصيص أمل لتتحرك عزة وكبرياء أمة محمد لتقف شامخة مزلزلة لكلاب بني صهيون وأتباعهم ؟!! ◄ فاصلة أخيرة تمعنّوا جيداً فيمن يقف ضد ثورات الشعوب ستجدون أنهم أذلة على الكافرين أعزة على المؤمنين يتباهون بقمع شعوبهم ويتذللون أمام الكافرين في سبيل إرضائهم والأمل بإطالة بقائهم على عروشهم ! أيبتغون منهم العزة؟! هيهات ورب الكعبة ! [email protected]