23 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أكثر من عشرة أيام مضت على الحصارالخليجي الثلاثي الجائر على قطر، ليس سهلا علينا أشغلنا وأقلقنا وشتت تفكيرنا وأحدث جرحا عميقا في نفوسنا، والأمرُّ من ذلك قطع ما بيننا من أواصر القربى في شهر من أعظم الشهور، فيه تفتح أبواب السموات لاستقبال دعوات وتضرعات الصائمين بلا فاصل بين الإنسان وربه بقوله تعالى:، "ادعوني أستجب لكم" ألا يدرك العقل الجنوني المدبر لهذا الحصار، العواقب التي ستحل عليه، وعلى وطنه ربما من دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. ألا تدرك الأيادي الآثمة التي وقّعت على تنفيذ الحصار وفِي جنح الظلام، ما يمكن أن يحدثه الحصار من انشقاق في الصف الخليجي، وجراحات مؤلمة في قلوب أبنائه، لكنها مؤامرة كيدية غير قانونية هدفها التركيع والخنوع للآخر، لذلك كانت المفاجأة والاستغراب في كييفية مواجهة دولة قطر لهذه المؤامرة اللا إنسانية بالحكمة والهدوء للمحافظة على كيانها. وسياستها واستقلالها، جعل دول الحصار كما قال الله تعالى في محكم آياته لطمأنة الرسول صلى الله عليه وسلم حين اتهم بالسحر والشعر والجنون بقوله: "ألم تَر أنهم في كل وادٍ يهيمون". ... فها هو التوهان، وها هي الاتهامات العابثة اللا عقلانية تتقاذف على دولة قطر، تجاوزت حدود تغذية الاٍرهاب كما في الأجندة السياسية لدول الحصار، إلى إسناد كل عمل إرهابي في أي موقع وفِي أي ظرف بشكل مباشر وغير مباشر، وكأن قطر الآمنة والمستقرة التي لا ينضب عطاؤها في إمداد جسور العطاء والخير للدول والشعوب المحتاجة في أزماتها مورد لتصدير الاٍرهاب والعناصر الإرهابية، وتناست تلك الدول، قائمة أسماء وجنسيات من قاموا بتفجير أبراج نيويورك في سبتمبر2001، كما تناست من أين خرج زعيم القاعدة أسامة بن لا دن، والذي حاربته أمريكا بضراوة حتى قضت عليه، ومن أين خرج البغدادي والزرقاوي والظواهري! ومن تآمر على قتل المبحوح، وقتل مسلمي مالي، ومن يريد زرع الفتنة في إقليم المغرب الصحراوي، ومن يعبث بأمن ليبيا. ومن يريد أن يفرق في اليمن وغيرها! أليس دول الحصار الخليجية الثلاثية ومعها مصر! فإلى متى هذا الاستمرار في الحصار وتلك المماطلة السياسية!، أليس المستفيد الأول هو الكيان الصهيوني المحتل لقبلة المسلمين، فأين أنتم من حمايته! وأين أنتم من الإرهابية الصهيونية! وأين أنتم ممن يدعمها! ولو استقرأنا النتائج التي أفرزها هذا الحصار الجائر، لوجدنا في مقدمتها اهتزاز ثقل المملكة العربية السعودية عالميا وإقليميا، نتيجة غباء سياسي، واستسلام لمهاترات حمقاء، لم يدرك من قام بها أنها ضربة قاسية صفعت دول الحصار، ودعاها إلى التخبط في اتخاذ خطوات غير مسبوقة وغير محمودة العواقب فقدت المملكة سياسة التبصير والحكمة والرصانة المعروفة وتغليب المصلحة الخليجية التي تضعها في التعامل مع الأزمات وفِي سلم أولوياتها، والتي عهدناها منذ قيامها، فأين تلك القيم من القرار الصادر على دولة شقيقة، حتى الإعلام السعودي المحافظ صمت دهرا ونطق كفرا، جندّ وانجرف في سيل التهم والأكاذيب الباطلة ضد دولة قطر لتحقيق أهداف غير معلنة يستفيد منها أعداء الأمة. المملكة التي كانت في التاريخ والجغرافيا تمثل الشقيقة الكبرى لدول الخليج، والتي تكنّ لها الشعوب الخليجية كل مودة واحترام، فقدت احترامها وثقلها بين الشعوب، كما فقدت ثقلها سياسيا وعسكريا واقتصاديا ودينيا واهتز عرشها مع فرض الحصارالثلاثي الجائر المستهدف. المشترك لأنها كما ذكر سبحانه في كتابه "واتبعوا ماتتلوا الشياطين" الضلال والخسارة التي لحقت فريقا من أحبار اليهود الذين آثروا السحر الذي تلته الشياطين في ملك سليمان بن دَاوُدَ فاتبعوه نفس الضلال والضعف والخسارة يخيم على دول الحصار. المملكة الوارفة الظلال التي يستظل بها أبناء الخليج في أزماتهم، الْيَوْمَ تحولت إلى سهام قاتلة حمقاء لمحاربتهم، لذلك نالت قطر تعاطفا إقليميا ودوليا وشعبيا، كما كشف الحصار عن أجندة دولة الإمارات ومخططاتها تجاه المملكة ودوّل الخليج بدءاً بسلطنة عمان إلى بقية الدول الخليجية، ففي عام 2014 نشرت مقالا بعنوان "رسالة إلى قادة دول مجلس التعاون"، من ضمنها نصيحة موجهة للحاكم الفعلي لدولة الإمارات الشقيقة دعنا لا نربي في فناء منزلنا أفاعي تفتك بِنَا، دعنالا نرعى من يُكِنُّ الشرَّ لنا، الآن ثبت ذلك وكبرت الأفاعي السامة من أمثال، محمد دحلان، وأحمد عبدالله صالح، ومحمد إسماعيل الليبي، وأحمد شفيق المصري ، فالأفعى حين تكبر لن تتوان أن تلدغ صاحبها كما فعل دحلان بالرئيس الفلسطيني. ... كما أصبحت الشعوب، خاصة الخليجية، على وعي وثقافة عالية، بحيث أصبحت تميز بين الغث والسمين، وأصبح لها القدرة على كشف الحقائق. وكشف الإعلام المضلل، الذي ما يقوله الإعلام عكس الواقع، والذي لم تتمكن هذه الدول من إيجاد برهان واحد يدين دولة قطر بالإرهاب أو ما يسيء إلى دولة خليجية شقيقة، ويؤكد ذلك تصريح المسؤولين السعوديين بأن الدول الأربع بصدد إعداد قائمة بأسباب الحصار لَم يتمكنوا حتى هذه اللحظة من إصدارها، فأصبحت قطر هي التي تحاصرالمحاصرين. وعلى الجانب الآخر، نالت قطر ثقلا واحتراما. سجلت بمواقفها ووقوفها ثابتة ضد الاتهامات احتراما عالميا لأنها لم تنتهج سياسة انفعالية تجاه الحصار، بل وبهدوء جندت دبلوماسيتها وإمكاناتها الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية إقليميا ودوليا للخروج من الأزمة دون المساس بشعوب الدول المحاصرة ورموزها بنجاح وامتياز. لقد قام المحاصرون لقطر بكل ما يخالف شرع الله، من حصار وقلق وتهديد ومنع ودفع رشاوى وأموال لشراء الضمائر الدول ضعيفة، وقطع العلاقات الأسرية واتهامات باطلة وشتم وتنابز واستهزاء وغيرها، وفِي شهر رمضان شهر المحاسبة، حتى انقلب السحر على الساحر. كان من الأولى ونحن يجمعنا بيت خليجي واحد ومصير واحد، الترفع عن هذه الأمور كحكام لهم مكانتهم واحترامهم، وكشعوب بلُحمة واحدة، ودم واحد، نسأل الله ونحن على مشارف وداع الشهر الفضيل، أن تنقشع الغمامة السوداء التي ظلّلت سواحلنا وأجواءنا الخليجية برياح الفتنة وسموم مرويجيها في شهر العبادة والطاعة، فعذرا يا رمضان على تقصيرنا. [email protected]