12 سبتمبر 2025

تسجيل

الصحة النفسية وبناء المجتمع

18 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في عصرنا الحالي يُلاحظ ازدياد المشاكل التي تعترض الأفراد سواء كانوا في مرحلة الطفولة أو في مراحل المراهقة والشباب والكهولة مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في نسبة الاضطرابات العصبية –النفسية التي تصيب أبناء المجتمع الحديث. وطبيعي أن يرافق هذه الزيادة في مشكلات الإنسان والاضطرابات التي تصيب علاقته بالمحيط، اتساع الاهتمام بها من قبل الباحثين ومن قبل المؤسسات الرسمية لما لذلك من أهمية بالغة في المساعدة في استقرار المجتمع عن طريق تأمين الطمأنينة النفسية للأفراد الذين يعيشون في ذلك المجتمع.والجدير بالذكر أن الصحة النفسية جزء أساسي لا يتجزأ من الصحة، وفي هذا الصدد ينص دستور منظمة الصحة العالمية على أن "الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا، لا مجرد انعدام المرض أو العجز، ومن أهم آثار هذا التعريف، أن شرح الصحة النفسية يتجاوز مفهوم انعدام الاضطرابات أو حالات العجز النفسية".وكما هو معلوم أن الصحة النفسية عبارة عن حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بإتقان وفعالية والإسهام في مجتمعه.وتمثل الصحة النفسية الأساس اللازم لضمان العافية للفرد وتمكين المجتمع من تأدية وظائفه بشكل فعال.فالصحة النفسية لا تتوقف عند عتبة التخلص من الأعراض المرضية بل هي تتطلب فضلًا عن ذلك أن يتسم سلوك المريض بخصائص معينة كأن يتصف بالإيجابية والفاعلية والرضا عن النفس وغير ذلك من الصفات الدالة على الصحة والاتزان، أي أن شخصيته قد اكتسبت خصائص وصفات لم تكن موجودة من قبل أو أنها كانت متخفية خلف المرض النفسي ثم ظهرت من جديد وبفاعلية جديدة.ومفهوم الصحة أو السواء في الأمراض النفسية قد يختلف عما هو في ميدان الطب العام. ففي الطب الداخلي (الجسدي) يكفي الطبيب أن يخلّص مريضه من الاضطراب العضوي الذي دفعه للعلاج لكي يحكم بأنه قد شفي وأنه سليم ومعافى. أما في حالة الأمراض النفسية فإنه لا يكفي القول بأن المريض تخلص من قلقه أو حالة الكآبة لديه للحكم على أنه أصبح سليمًا.