11 سبتمبر 2025

تسجيل

وبلغنا نهر الحياة

18 يونيو 2015

الحمد لله.. ثم الحمد لله على سلامة الوصول إلى أبواب رمضان، فكل عام ومع بداية دخول الشهر الفضيل ولحكمة إلهية يحصد ملك الموت عزرائيل عليه السلام أرواحا من بين ظهرانينا، أحباءنا من صغار وشباب وكبار..حتى يظل المرء يدعو الله أن يسلمه لبلوغ رمضان والوقوف على اعتابه ليكون من المحظوظين، فمن يقرأ مقال اليوم فقد وصل برالأمان وعبر مع المسلمين أبواب رمضان وبات عليه الإحساس بالامتنان. وكل عام وانتم ناجون بإذن الله ومن المحظوظين! وما عليكم الآن إلا الهمة وأن تشمروا عن سواعدكم لتغرفوا من خيراته الوفيرة، وأكبرها العتق من النيران. فعليكم بالصلاة والقيام والقرآن والصدقات والزكاة وضمير العمل الصادق.. فالعمل في الإسلام عبادة؟! والوصول الى رمضان هذا العام كان صعباً، حيث فصلت بيننا أمواج من الكراهية وبحور من دماء المسلمين والعرب، من أبناء العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر وغيرها، بدرجات وتفاوت بسبب الفتن والتفرقة بين أبناء المجتمع الواحد باسم الطائفة تارة والسياسة تارة والعقائدية تارة، في أعظم فتنة يشهدها العالم الإسلامي العربي، فالقاتل والمقتول والضارب والمضروب أهل واصدقاء وأخوة، وكل حزب فرح بأسبابه وحججه.. فيا إلهي كم كانت رحلة هذا العام قاسية ودموية! رمضان.. واحة المسلم الغنّاء..يغتسل فيها من درنه، ويتزود من خيراتها بكل ما لذ واستطاع ليستعين بها في رحلة الحياة؛ حتى لقاء وجه ربه العظيم بما عمل وحصد ونوى! فرمضان دعوة للتفكر والتفكير ومحاسبة النفس قبل ان تُحاسب..فلا ينبغي أن ندخل ونخرج منه بلا فائدة حقيقية من خيراته وآثاره ومعانيه.. ويعلم الله إن كنا سنرجع اليه سالمين؟! فالمشكلة أننا أصبحنا أمة لا تقرأ ولا تستوعب ونسيت لماذا خلقها الله أصلا؟ ففي حين أن القرآن في أيدينا، ضاعت بنا الدروب بين فتنة وفرقة وكراهة وقتل وسفه وفسق..صلاتنا حركات وصيامنا عادة وعباداتنا باردة فارغة وأجسادنا ميتة، إلا من رحم ربي، ولا يزال الله بحكمته ورحمته وحلمه ومحبته لنبيه يعتني بنا! لعلنا نصحو يوماً من غفلتنا وذلنا..فسبحانه. فلنعاهد أنفسنا وقد اتتنا الفرصة أن نطهر أنفسنا وقلوبنا من الكره والنفاق..لأننا خسرنا كثيرا واصبحنا دمى في أيدي الغير وغرقنا في الفتن، واعداؤنا يقرعون كؤوسهم فرحا وشماتة من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، التي فيها مكان للمسلم والمسيحي واليهودي. ولأمة الإسلام من الخليج وحتى المحيط أقول افيقوا وارجعوا إلى الجادة السوية، واستثمروا في شهركم هذا، واحمدوا ربكم بأنكم بلغتم أبوابه، وكم انتم محظوظون لبلوغكم نهرالحياة.