10 سبتمبر 2025

تسجيل

جزاء الإحسان

18 يونيو 2015

أعزائى القراء .. فليكن مقالنا هذا أيضا إستراحة من هموم العصر الذى نعيش فيه .. ولنذهب معا فى رحلة مع البساطة والنقاء .. وقصة قصيرة .. هذه المرة من الأدب الإيطالى .. ولكن كما سنرى فى النهاية .. فإن هذه القصة من الممكن أن تحدث ليس فقط فى أى مكان .. بل أيضا فى أى زمان .. وقد نجدها على صفحتنا فى الفيسبوك .. ولا أدعى فضلا فى نشرها سوى إختيارها . هذه القصة وقعت في مدينة فينيسيا الإيطالية .. وتحكي عن طفلة يتيمة الأبوين كانت تبيع المناديل الورقية عندما شاهدت سيدة تجلس في حديقة عامة وقد إنخرطت في البكاء .. إبتسمت لها الطفلة وإقتربت منها بكل براءة ومدت إليها يدها الصغيرة التى كان فيها " باكيت مناديل " كي تمسح دموعها .. تقبلت السيدة المناديل شاكرة وأدارت وجهها ناحية حقيبة يدها لتخرج بعض المال .. لكن عندما رفعت رأسها وجدت أن الطفلة قد إبتعدت عنها في هدوء دون أن تحاول الإلتفات خلفها إنتظارا لطلب ثمن المناديل . أحست المرأة شعورا غريبا جعلها تبتسم .. لقد أدخلت الطفلة التي لا تعرفها السعادة الى قلبها .. وجعلتها تعيد التفكير في مشكلتها التي كانت تعانيها مع زوجها .. وعلى الفور أمسكت تليفونها المحمول وبعثت لزوجها رسالة إعتذار في الوقت الذي كان الزوج يجلس فيه وحيدا في أحد المقاهى .. وما إن تلقى رسالة زوجته حتى فرح بها فرحا كبيرا .. فقفز من مكانه ليدفع ثمن ما تناوله من مشروبات .. وفي غمرة سعادته قرر أن يمنح النادل بقشيشا كبيرا تعجب له الرجل .. لكنه إبتسم . وفي طريق عودته إلى بيته مر النادل كما تعود كل يوم بميدان " سان ماركو " الشهير في فينيسيا .. ولم يكن يلفت إنتباهه الحمام الكثير في الميدان الذي يلتقط الحب من المارة .. هذه المرة راح يتأمل الحمام في سعادة ويفكر لأول مرة في إطعامه .. ووجد باعة الطعام وكلهن من النساء يجلسن في جانب الميدان .. فوقف لحظة يتأملهن ثم إتجه الى إحداهن وهى سيدة عجوز تجلس مبتسمة .. وطلب منها بعض الحبوب .. وبعد أن ألقى الحب على الحمام شعر بسعادة غامرة .. فعاد إلى السيدة العجوز وأعطاها مبلغا كبيرا .. لم تصدق المرأة عينيها وهي تمسكه .. ولكنها إبتسمت قانعة بما رزقها الله .. وقررت أن تمر في طريقها إلى البيت على الجزار الذي لم تتعامل معه منذ فترة طويلة . وفي البيت جلست السيدة العجوز تطبخ اللحم .. حتى إذا إنتهت منه أفرغته في طبق كبير .. في الوقت الذي دلفت فيه من الباب حفيدتها التي تشاركها الحياة في ذلك البيت المتواضع . إرتمت الطفلة في حضن جدتها سعيدة بعودتها إلى بيتها وبرائحة اللحم الذي ملأت رائحته جنبات البيت .. وعلت الإبتسامة وجه الجدة ووجه الحفيدة التي لم تكن سوى بائعة المناديل . وإلى لقاء جديد ومقال قادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين