30 أكتوبر 2025
تسجيلإذا قرأنا لفظ "المنهج" فيجب أن نفهم منه أنه لا يعني فقط الكتاب المدرسي المقرر، بل تشمل المناهج المدرسية جميع الخبرات التي نتمنى أن يحرزها التلاميذ كأفراد في برامج دراستهم. وتتكون المناهج من غايات وأهداف يراد تحقيقها، ولتحقيقها يتم اختيار المحتوى وتنظيمه، واستخدام نماذج محددة للتعلم والتدريس، كما يتضمن تقويم النتائج. كذلك يشمل المنهج جميع أنواع النشاط التي يؤديها التلاميذ أو جميع الخبرات التي يمارسونها تحت إشراف المدرسة وبتوجيه منها سواء أكان ذلك داخل أبنيتها أم خارجها.وبعض التربويين يحصرون المنهج في مجموعة المواد الدراسية التي يتولى المتخصصون إعدادها أو تأليفها، ويقوم المعلمون بتنفيذها أو تدريسها، ويعمل الطلاب على تعلمها أو دراستها، وهنا يكون المنهج مرادفاً للمادة الدراسية.أهمية تطوير المنهج: في مجال تطوير المناهج وتقويمها، يظهر لنا أن التقويم والتطوير وجهان لعملة واحدة، لأن تطوير المنهج يعني تحسين ما أثبت تقويم المنهج حاجته إلى التحسين من عناصر المنهج أو من المؤثرات عليه، ورفع كفاية المنهج على وجه العموم في تحقيق الأهداف المنشودة. ويحصر التربويون أهم دواعي تطوير المنهج ما يلي:1. حشو المناهج الدراسية بالمعلومات على حساب العناية بطرق التفكير وحل المشكلات.2. التركيز على المعلومات النظرية على حساب المهارات العملية.3. عدم مواكبة طرائق التدريس للاتجاهات العالمية المعاصرة.4. عدم مواكبة المناهج للتطورات المعاصرة ولحاجة المجتمع من القوى العاملة الماهرة.5. عدم العناية بالتوجيه التعليمي والإرشاد النفسي.6. الانفجار المعرفي.7. تقدم الدراسات التربوية والنفسية.8. التزاوج بين النظرية والتطبيق.9. الانفجار السكاني. 10. تجدد هياكل المعرفة.11. إهمال المناهج الدراسية للغة العربية الفصحى.12. ضعف التربية الإسلامية في المناهج الدراسية، الأمر الذي أدى إلى وقوع الطلاب فريسة للغزو الثقافي.13. توجيه التعليم بعامة والمناهج الدراسية بخاصة من قبل السلطة وتقليص دور القائمين على تنفيذ المنهج( المعلم- الطلاب- أولياء الأمور......) 14- التشجيع على حفظ الحقائق غير المترابطة.15- نقص في ربط الحقائق بالمفاهيم العامة.16- استخدام مصطلحات قد لا يستخدمها المتعلمون بعد الدرس. 17- نقص في ارتباط المحتوى بحياة المتعلم.18- سلبية اتجاهات المعلمين نحو المتعلم أو المنهج أو نظام إعداد وتنفيذ ومتابعة المنهج.19- عملية اللامبالاة الغالبة على اتجاهات الطلبة.مبادئ تطوير المنهج: يُجمل علماء المناهج خطوات تطوير المناهج في: 1- ملاحظة المشكلة 2- رصد المشكلة وتحديد معالمها 3- البحث عن الوسائل لعلاجها4- وصولا إلى الأهداف.أي أن عملية تطوير منهج ما تنبع من الإحساس بضرورة الحاجة إلى التطوير من خلال سوء نتائج الامتحانات العامة، والتحصيل الخاص بكل مرحلة، وهبوط مستوى الخريجين بشكل عام، وشكوى الجماهير من سوء المناهج الحالية ثم نتائج البحوث العلمية التي أثبتت عدم صلاحية المناهج القديمة.مما سبق يتبين لنا أهمية انتقال عملية تطوير مناهجنا من حالة الجواز والاستحباب إلى حالة الوجوب والحتمية. أهمية دور المعلمين في تطوير المنهج: ولأن التعليم مهنة، فمن الطبيعي أن تتطلب كل مهنة قدراً من القدرات والمهارات، التي لا تتحقق إلا من خلال إعداد وتدريب مهني خاص وموجه نحو تنمية تلك المهارات، ويقصد بالإعداد هنا تقديم مقررات خاصة لتنمية مهارات ومعلومات واتجاهات ضرورية للمعلم لمساعدته على أداء مهام عمله في تنفيذ المنهج وتطيره باعتبار المعلمين هم الفئة الأهم في المشاركة في بناء المناهج وتطويرها. فالتعليم ما هو إلا وسيلة لإعداد الأجيال الحاضرة والقادمة، والمعلم أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها العملية التعليمية والمساعد على إنجاحها وتقدمها، ولا يتم ذلك النجاح إلا بإيجاد المعلم المعد إعداداً جيداً، حتى يسير مواكباً للعصر الذي نعيشه، فأي مجتمع يريد أن ينشئ جيلاً واعياً صالحاً طموحاً، عليه أن يفكر في إعداد من سيربي هذا الجيل وهم المعلمون. ويعرف التربويون عملية إعداد المعلم بأنها جميع الأنشطة والخبرات الأساسية وغير الأساسية، التي تساعد الطالب المعلم في كسب الصفات والمهارات اللازمة، والمؤهلة لتحمل المسؤولية كعضو هيئة تدريس، ولأداء مسؤولياته المهنية بصورة أكثر فاعلية. ويتوسع التربويون في تحديد معالم عملية إعداد المعلم فيرون أنها تشبه نظاما تعليميا يتألف من مدخلات وعمليات ومخرجات ومن مدخلاته: أهداف تسعى إلى تكوين الطالب المعلم ليصبح معلماً في المستقبل وخطة دراسية تحتوي على مكونات أربعة هي: الثقافة العامة والتخصص الأكاديمي والتخصص المهني والتربية العملية، ومن عمليات هذا النظام الطرائق والتقنيات وأساليب التقويم المستخدمة لتحقيق أهداف النظام، أما مخرجات هذا النظام فهي المعلم المتمرّن المتقن لمهارات التدريس الذي يبدأ الخدمة في إحدى المراحل التعليمية حسب ما أعِدَّ له.