17 سبتمبر 2025

تسجيل

هل سيغير روحاني روح إيران

18 يونيو 2013

فاز حسن روحاني بمقعد الرئاسة الإيراني، وهو لا يقدم شيئا في ظل السياسة الإيرانية تجاه العالم العربي وتجاه الخليج العربي خصوصا، والعرب السنة حصريا، فإيران لم تعد أرض فارس التي يعرفها التاريخ، بل إنها تمددت بنفوذها وعسكرها إلى العالم العربي خلال عشر سنوات خلت، وهي اليوم موجودة بقوة في العراق، وقوتها موجودة في سوريا، ونفوذها قوي في لبنان، وأصابعها أقوى في البحرين وشرق السعودية، ولها خطوط أمامية في جزر البحر الأحمر من الناحية الإفريقية. ورغم تهافت التصريحات الدولية المرحبة بالفوز المتوقع للرئيس روحاني الذي يمثل الجانب المعتدل، فإن روحاني يبقى أكثر المتطرفين اعتدالا في طهران، فهو مفاوض لغوي نيابة عن الغرفة السوداء التي تحكم إيران مع وكالة الطاقة الذرية ومع الأمم المتحدة، وهو يمثل الجانب الأكثر مرونة في التعاطي مع الغرب، إنه يسمعهم الكلام الذي يريدون أن يسمعوه، ولكنه لا يستطيع فعل أي شيء لا يريده المرجع الأعلى، لذلك من غير المتوقع أن يتغير شيء على الأرض فيما يخص الخطط الإيرانية للتوسع السياسي والأمني على الضفة الغربية من الخليج العربي، إنه طموح الثورة "أيرَنة الخليج" لإعادة الطموح الإمبراطوري الفارسي بصبغته الإسلامية الجديدة. من الطريف أن العالم الحرّ المسيطر على الكرة الأرضية الذي يطارد العرب في كل هنة سياسية أو صغيرة ويطالبها بإصلاحات سياسية نريدها نحن أيضا، لم يتطرق إلى الأساس الديمقراطي الذي تحكم به إيران، فالدستور الإيراني لا يسمح إلا للشيعة المقربين من المرجعيات الكبرى بالترشح للانتخابات، ومجلس صيانة الدستور يستطيع إقصاء أي مرشح في أي لحظة، لذلك المرشحون الذين طرحوا دفعة واحدة للاختيار بينهم، قبل الانسحابات لصالح روحاني، فيما ذهب الشعب الإيراني نحو التغيير والاعتدال، فهل سيقطف الشعب الإيراني المخنوق ثمار صبره على حكم الملالي؟! قد يبدو السؤال عن التغيير في إيران مبكرا، ولكنه ملّح، والجميع في العالم ينتظر أن يرى هذا "الصبي المشاغب" وقد عاد إلى رشده، ولكن قد يكون الإصلاح داخليا بقيادة روحاني، بعد ستة من الرؤساء الذين لم يستطيعوا تغييرا كبيرا، فالفساد مستشر في طبقة رجال الحكم من المتدينين، وقد تحول البعض منهم إلى إقطاعيين على حساب الشعب الذي يرزح تحت وطأة الفقر والحاجة . أعتقد أنه لا تغيير جذريا في السياسة الإيرانية داخل المؤسسة الأم للحكم في طهران، فهي تستمد وحيها من المرجعيات الدينية الكبرى، وروحانيتها ليست سوى إلهام شاعر تفيض قرائحها كلما إقتربت القصيدة من بيتها الأخير، لذلك لن يتغير النهج الأساس في إيران التي تقدم نفسها على أنها إصلاحية في العالم الإسلامي، بينما تمنع المرجعيات ترشح من لا تريده، وترشح من تريد، وكل من يخالف النظام الأساس للثورة الإيرانية فهو مطرود من رحمة الولي الفقيه، لهذا نرى كيف أن الديمقراطية لها أشكال متعددة، وهي ليست العرجاء فقط، بل الديمقراطية الدكتاتورية أيضا، والروح الشريرة لا تزال حية في عصب النظام الإيراني، ومن الصعب إخراجها من تلك العقول التي تلبستها.