14 سبتمبر 2025

تسجيل

العنف ضد المسنين

18 يونيو 2013

أقامت المؤسسة القطرية لرعايا المسنين الأسبوع الماضى ندوة بعنوان (العنف ضد المسنين) ، شارك فيها متحدثون من قطر وخارجها ، تناولوا فيها أشكال العنف المتعددة التى يتعرض لها المسن بشكل عام من كافه النواحى النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والشرعية وقد كان لها أثر بالغ الأهمية من حيث الحوارات مابين المحاضرين والسادة الحضور مماأثرى النقاش والذى أثمر عنه العديد من التوصيات والتى يتأمل الكثير منا تحقيقها هى فيما يتعلق بالتشريعات والقوانين الخاصة بكبار السن كحق مكتسب لهم ولكل مواطن قادم على مرحلة الشيخوخة فى السنوات القادمة، وسوف نركز على أهم الجوانب التى أثيرت من هذا الجانب والتى وجدت فيها تفاعلا كبيرا وهى الثقافة العامة للمسنين فى قطر وأنها ثقافة تحمل فى مضمونها كل أنواع الاهمال بالشكل المقصود وغير المقصود والجميع مشارك فى هذه الثقافة والنظرة التى ينظر لها للمسنين ولوتطرقنا بالبداية من نظرة الأسرة للمسنين فى مجتمعنا سنجد فى الماضى كان لهم دور أكبر وفعال من الوقت الحالى، ففى الماضى كان الكبار يقومون بأكثر من دور معين وسواء كان فى حياة الأسرة نفسها كدور اجتماعى واقتصادى وقيادى وإدارى بالدرجة الأولى واضافة إلى اسهاماتهم المجتمعية والوطنية وكان الرجل ينتهى من مرحلة الستين وتجده فى قمة الحيوية والنشاط والقدرة على اتخاذ قرارات كثيرة فى كل الجوانب، وحتى المرأة كذلك كان لها أدوار مساهمة فى الأسرة والمجتمع ولاتقل عن دورالرجل من حيث الجوانب الاجتماعية والتربوية والاقتصادية ومنتجة بكل حالاتها، وأما الأن ومانجده من أحوال ربما تثير ضيق الكثير منا من النظرة السلبية لهم وسواء بعد الستين أو قبل الستين ونلقى الضوء على مابعد الستين فتغيرت النظرة لهم وأصبحت النظرة الموكلة هى نظرة العطف والاحسان وبركة البيت وحتى وأن كانوا فى كامل صحتهم الفكرية والعقلانية والصحية واضافة إلى الدور الذى يعززه الاعلام نحو ترسيخ هذه النظرة من خلال وسائل الاعلام المرئية وغير المرئية ولو تطرقنا على أحوال المتقاعدين قبل الستين الحالية بيننا وهم فى قوة العطاء وتحول بهم الحال الأن إلى كفاءات معطلة تحت أسقف البيت وانضموا وهم فى ربيع العمر والعطاء إلى فئات مقعدة تنتظر مراحل الشيخوخة المبكرة، وهنا يأتى السؤال؟ ماهى المزايا التى تميز بها المتقاعدون وكبار السن فى هذه المرحلة من مزايا وامتيازات إيجابية ومالية وحوافز عند الوصول إلى هذه المرحلة العمرية والشيخوخة، وربما مساوئ هذه المرحلة أكثر من إيجابياتها من حيث النظرة وامتيازات والخصومات التى تنقطع من راتبه بعد تقدير اسهاماته المجتمعية فى نهاية العمر ولو تمت المقارنة فى الواقع مابين المسنين لدينا والمسنين فى الغرب من ثقافة النظرة والامتيازات التى يحصل عليها كبار السن من بعد 60 عاما واضافة إلى نضارة وفكر المسنين فى أوروبا فى هذه المرحلة بأنهم وجب عليهم الاستمتاع بحياتهم بالشكل المطلوب وتجدهم فى كل مكان تخطو إليه وتنقلاتهم من مكان إلى آخر للاستجمام ومنها الخدمات والامتيازات التى تقدمها لهم الدولة سواء كان فى الأماكن العامة أو حقوقهم ومستحقاتهم ويليها ثقافة الشعب نفسه واحترامه لهذه الفئة فى كل مكان والأولوية لهم فى كل شئ وليست فقط نظرة (بركة البيت) لدينا، ومن هنا نحتاج إلى أمور كثيرة نأمل تحقيقها في المرحلة المستقبلية القادمة وخاصة أن قطر دولة غنية وتسعى بكل جهودها إلى رفعة المواطن فى كل جوانب حياته ومراحله العمرية ولاينقصنا سوى مانأمل الوصول إليه من أن تكون هناك استيراتيجيات خاصة لظاهرة الاعتداء على المسنين وقانون خاص بهم يحمى حقوقهم وأن تتغير الثقافة العامة للنظرة المعتادة للمسنين من جذورها، ومنع التقاعد المبكر أو تكون لهم اسهامات أخرى يستفاد من هذه الطاقات التى مازالت تحمل الكثير من العطاء والخبرات المتراكمة وستكون سببا فى نهضة ورؤية قطر القادمة، وأن تكون هناك تشريعات خاصة بهم فى حال التعرض إلىأنوع من أنواع العنف وتكون بشكل واضح وملموس للجميع، وأن نرفع سن الشيخوخة ، خاصة أن هناك الكثير ممن وصل إلى مرحلة الستين ومازال يتمتع بكامل صحته وقوة فكره وعقله وهناك نماذج كثيرة نستطيع الاقتداء بها وهذا يرجع إلى أثارالطفرة الاقتصادية والتنموية على المواطن القطرى، ومن خلال ماتم ذكره لانستطيع أن ننكر ماتسمو إليه الدولة من النهوض بكافة الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية السنوات الأخيرة ومما نراه بشكل ملحوظ الان ومقارنة بسنوات سابقة وبدول أخرى مجاورة.