19 سبتمبر 2025
تسجيلأوصيك خلاّن الرخا عدهم قوم خلاّن من دامت نعيمه ودامي بيت من قصيدة مليئة بالحكم والتجارب والنصح للشاعر الكبير محمد العبدالله القاضي تداخلت أبياتها عند بعض الرواة مع أكثر من ثلاث عشرة قصيدة نظمت وكتبت على وزن وقافية في الصدر والعجز ومنها هذا البيت: من طاوع الثنتين يصبر على اللوم يصبر على فرقا الأهل والعمامي من ثلاث قصائد لثلاثة شعراء هم مسعود الهذال وبصري الوضيحي وصايد الشمري مع اختلاف الرواة عن ما هي الثنتين ومن قائلها من الثلاثة.. ولعلي بمراجعة بعض المحفوظات أورد لاحقاُ ما وثقه عندي بالصوت الشاعر متعب بن محمد الكساب الشمري قبل أكثر من خمس وعشرين سنة. وأعود إلى البيت الذي اخترته موضوعاً لمقالي هذا الأسبوع عن خلان الرخاء الذين ذكرهم القاضي في بيته. هم الذين يظهرون لك الود والتفاني بالقول ويختفون عنك وقت الحاجة إليهم هم المداحون المستفيدون الحاضرون معك في عزك وقوتك المتناسون منك وقت ضعفك وانقطاع منفعتك لهم، هؤلاء هم الذين أوصى الشاعر وحذر من مرافقتهم وعدم فتح المجال لتوددهم للتقرب والتظاهر بالإخلاص، فالحذر منهم واجب والابتعاد عنهم غنيمة فهم أصدقاء المنفعة اليوم وأعداء الغد عندما تنقطع. وكأن رزقهم الذي كتب لم يأت إلا بهذه الظاهرة التودد والنفاق المبالغ فيه لمن يظنون أن الرزق وكسبهم مرتبط بمن سخروا جل أوقاتهم لهذه الظاهرة النفاق.. نفاق المصلحة التي سريعاً ما تنقطع بانقطاع ذلك السبيل الزائف. ومن قديمي أهدي.. ليه تهضم يا زمن حظ الشريف؟! قال من صابه زمانه بالذهول صار فصل الصيف عنده كالخريف من زمانٍ بيّح بسد الخجول باح سدّه من زمانه يالطيف اسمعوني يا ذهينين العقول ابعدوا من موجة الفعل السخيف وانت يا ولد الأصول من الفصول لا تماشي كون من طبعه نضيف والمسالك واسعه عرضٍ وطول ابتعد عن مجلسٍ صنفه كسيف لا تكون من الذي طبعه كسول ما يفرّق بين بيته والرصيف كن عريبٍ لا تسمّع للعذول لا يجرّك للردا ريحٍ عصيف كيف كيف.. وكيف يا ولد الأصول كيف ترضخ للردا كنّك عسيف الله وكبر كيف زدت الجور هول ليه تهضم يا زمن حظ الشريف لا تساوي يا زمن قدر النذول بالذي يسمو بهم وصف الوصيف الله وكبر يا زماني ويش أقول؟! انت ضيفٍ هل ترا.. أم مستضيف