24 سبتمبر 2025
تسجيلبعد فاجعة فيلاجيو، وقرار اللجنة المكلفة بإعداد التقرير، ووجود خلل فيما يتعلق بالأمن والسلامة، أو بمعنى أصح قصور في هذا الجانب، ومن خلال متابعة المختصين لبقية المجمعات التجارية، تم إغلاق مجمع الستي سنتر حتى يتم استيفاء الشروط الخاصة بالسلامة، إلى هنا والأمر طبيعي جدا ومنطقي إلى أبعد الحدود، والجميع أيد هذه الخطوات المهمة التي من شأنها أن تزرع الأمن والطمأنينة في قلوب جميع الأسر. لكن ما لم يتصوره البعض أن إغلاق مجمع فيلاجيو قد تسبب بازدحام كبير على بقية المجمعات التجارية، حتى أصبحت الأرصفة ملاذا لكي تصبح مواقف للسيارات، وزيادة عدد مرتادي هذه المجمعات نظرا لأن طبيعة الجو لا تغري بالذهاب للمتنزهات العامة، خاصة للأطفال وكبار السن. إغلاق الستي سنتر كان بمثابة الحبل الذي التف على عنق بقية المجمعات التجارية، وزاد من اختناق مرتادي هذه المجمعات حتى باتوا لا يجدون أي موقف، ليس هذا فقط بل حتى إن المجمعات التجارية الصغيرة التي قد تصنف بدرجات متأخرة هي الأخرى لم تسلم من الزحام خصوصا في العطلات الأسبوعية. لم يجد المسؤولون عن هذا الأمر بداً من إغلاق أكبر مجمعين تجاريين في سبيل الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع وهي بادرة مهمة وخطوة كبيرة في سبيل زرع الطمأنينة وتأكيد أن قطر هي أكثر الدول أمنا وأمانا على مستوى العالم، وهذا ما يجعل كل العالم ينظر إلى التجربة القطرية كمثال يحتذى به في كل الأصعدة. ربما يعتقد البعض أن المسؤولين قد (داووها بالتي كانت هي الداء)، أي أن خلق الازدحام يعد مشكلة أساسا فيما لو حدث مكروه لا سمح الله، لأن الاختناق في مجمع واحد قد يسبب ارباكا كبيرا، وهذا واقع فعلا، ولكن ولله الحمد أن ما تقوم به هذه اللجان المختصة هو من صالحنا جميعا، وأذكر الجميع بأننا قد عانينا كثيرا في السنوات الماضية من الاختناقات المرورية في سبيل أن نتمتع بالنهضة التي تشهدها شوارع الدوحة الرئيسية، ولم تعد هناك شكاوى من هذا الموضوع الذي هو أمر طبيعي لنيل الأفضل دائما، فحين نطالب بالأفضل علينا فقط أن ندفع قيمة مطالبنا وهي الصبر عليها، وبما أن السلامة في المجمعات التجارية جزء من مطالبنا فعلينا أن نصبر حتى تتحقق هذه الشروط، وبالتأكيد أن المجمعات التجارية الجديدة سواء التي ستفتح في القريب العاجل أو التي هي قيد الإنشاء ستعمل ألف حساب لقوانين السلامة وإلا فإن مصيرها كمصير الستي سنتر الذي يعد واحدا من أكبر المجمعات التجارية في الشرق الأوسط. الآن أنا في أحد المجمعات التجارية ومن كثرة الحشود لم أعد أعرف أين الطريق.. إني أغرق.. إني أغرق.. في هذا الحشد!!