12 سبتمبر 2025

تسجيل

الجنود المجهولون في مراكز الاتصال

18 مايو 2019

يعرف كثير منا ان هناك قسما باسم مركز الاتصالات بالشركات والمؤسسات الكبرى، ومنها البنوك والمصارف وهذه بحد ذاتها يقع عليها عبء كبير، فهذا القسم حيوي ونشيط ويعمل ساعات إضافية، الى جانب سلاستهم في التعامل مع مختلف الاعمار والجنسيات والجنسين. وما أنا بصدده، هذا القسم الحيوي قسم يتصدر قائمة الجودة لدى أي بنك بغض النظر عن مكانه او مكانته في نظر الناس فسابقا كان يقال عنه بدالة ولكن الآن هو قسم حيوي نابض بالحياة بالاربع والعشرين ساعة، متوفر بكل طاقاته حتى يوفر كل خدمة يستطيعها للجمهور. وبالرغم من اننا لا نراهم لكن نستطيع سماعهم ولكن لا نستطيع سماع آهاتهم ولا آلامهم ولا مدى الضغط الذي وصل اليه كل موظف أو موظفة على حدة من كثرة سماع المكالمات ما بين حل لمشكلات المالية أو البنكية او السؤال عن الخدمات البنكية في نظام الانترنت وغيرها من الاسئلة المتكررة التي يسألها الجمهور لهذا الموظف الذي يجيبه بكل طاقة لديه مهما كانت مشاكله العملية او العائلية وباسلوب راق ومهذب مع توفير خدمته بدون أي تباطؤ. ولكن.. ما مدى استيعاب الناس لوظيفة هذا الموظف او مدى توفير وسائل الرفاهية النفسية والجسدية والمالية من قبل المصرف او البنك لهذا الموظف، ما مدى تقدير هؤلاء الجنود من قبل نظام عملهم، سؤال يحتاج إلى جلوس مع كل واحد على حدة. ما أراه وما رأيته وما سمعته أجد ان هؤلاء الجنود يضحون بصحتهم ووقتهم وحياتهم الأسرية بسبب المناوبات التي تتوفر في اوقات الليل والنهار وبالمقابل نجد ان معظهم يفتقر الى المادة التي تمنحه حياة مرفهة ومكانة ومركزا في البنك بالاضافة إلى سلم الترقيات الذي قلما يصل اليهم. وهناك الجمهور الذي يتصل، بلا تحديد سواء كانت امرأة او رجلا، منهم ولله الحمد قلة ولكن يوجد من يتلفظ بكلمات جارحة او اسلوب صارم او قاس او مصدرا للأوامر ( وكأنهم خدم او عبيد عنده) ناسيا او متناسيا ان كل المكالمات مسجلة ويضرب بالأدب عرض الحائط ويستلم هذا الموظف او الموظفة وينهال عليهم بقنابل كلماته المميتة مما تسبب للموظف كدرا لنهاية الدوام او يشتاط غيظا ولكن ما مجيب او حتى إن اراد الشكوى يجد اجابة (الزبون على حق)، مما يزيد من توتره وغضبه وسخطه الذي يتحول الى مرض عضوي او نفسي يرده على زملائه بالعمل او افراد أسرته لأنه مضطر ان يرد بكل ادب واخلاق على هذا الشخص علاوة على إكمال يومه مكالمة وراء أخرى بشوشا هادئا وقد تكون مكالمة تتبعها اخرى بلا فاصل ولا راحة!. عزيزي / عزيزتي اينما كنتم ومهما كانت مشاكلكم تذكروا أن وراء هذه المكالمات أشخاصا مثلكم من دم ولحم يشاطرونكم مشاكلكم ويبحثون عن حلول لكم وبالمقابل لا تحسون بهم، فرفقا بأمة باتت مخفية وراء سماعة هاتف او وراء شاشة حاسوب... جنود خفايا ولكن بحاجة إلى معاملة موظف وراحة إنسان وقلب صديق... فحبذا أن نحس بهم ولو قليلا.. وتذكروا انكم في الخارج في سعة من المكان والوقت والناس وهم في خندق ولو كان قصرا مغلقا عليهم تجمعهم مشاكلكم وهمومكم واولياتهم هي تقديم أعلى جودة من الخدمات لكم... فرفقا بهم. واستغل فرصة الكتابة في تقديم تهنئة بشهر رمضان المبارك أعاده الله بكل خير وبركة وامن وامان لكل من على هذه الأرض الطيبة حكومة وشعبا، فكل عام وأنتم بخير وتقبل الله طاعاتكم وسائر اعمالكم وجعلكم من العتقاء من النار.