12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بمتابعتي لأحد المراهقين في المرحلة الثانوية، بهدف إرشاده سلوكيا وأخلاقيا وأكاديمياً، قال لي: إن أمرا مهما يشغل باله ويسبب له إرباكا في حياته بشكل عام، وفي الحقيقة أنني تفاجأت وصٌعقت مما سمعت، حيث أفاد بان والدته "تشيش" في البيت على مرأى ومسمع كل من في البيت، والأدهى والأمر أن من يقوم بتجهيز الشيشة وإعدادها هن أخواته. لن أخوض في متى وكيف ولماذا حصل هذا الأمر، لأنني أعلم علم اليقين أن هذا الموضوع لا ينطبق على الكل بل البعض، لذلك سوف أركز فقط على النتائج السلبية التربوية المدمرة التي تترتب على هذا الفعل.الأسرة هي أول لبنة في بناء المجتمع، لأن الأسرة السوية الصالحة هي أساس الحياة الاجتماعية، بل هي أساس المجتمع، حيث تكسب الفرد اتجاهاته، وتكّون ميوله، وتميز شخصيته، وتحدد تصرفاته، بتعريفه بدنياه، وعادات مجتمعه ولغته، فيكون لها الأثر الذاتي، والتكوين النفسي في تقويم السلوك وبعث الطمأنينة في نفس الطفل، وبهذا نعلم أن الأسرة تستمد أهميتها وعلو شأنها لأنها البيئة الاجتماعية الأولى والوحيدة التي تستقبل الإنسان منذ ولادته، وتستمر معه مدى حياته، تعاصر انتقاله من مرحلة إلى مرحلة مما يستدعي القول بعدم وجود نظام اجتماعي آخر يحدد مصير النوع الإنساني كله كما تحدده الأسرة.نفتقر ونفتقد في زمننا هذا إلى مثال القدوة الصالحة التي ترشدنا وتقودنا إلى الطريق القويم واتباع ما قال الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فاذا لم تكن الأسرة المكونة من الأب والأم هما القدوة والمثال الصالح فمن يكون؟؟؟!!!.كيف لأم أو أب أن يربوا أبناءهم على تنفيذ التعليمات التربوية وهم أول من يخالف تلك التعليمات، كيف ستكون ردة فعل الأم إذا اكتشفت أن احدى بناتها تدخن شيشة أو سيجارة أو أي فعل يخالف ما أقره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبأي منطق سوف تقوم الأم بالتوجيه، لأن كل الرسائل الارشادية والتربوية لن تصل إلى أذهان الأبناء، ولن تلامس عقولهم، ثم نأتي بعد كل هذا ونقول ان أبناءنا ليس لديهم خُلق ولا تربية ولا سلوك حسن، ونُسقط جُل مشاكلنا على أطراف أخرى، ونبدأ نهلل ونستغيث ونطلب النجدة والحلول، وحالنا كحال المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار.مع كل ما تعانيه الاسرة والمجتمع من كرب وشدة وتغير في نمط وأسلوب الحياة، والتباكي على الماضي القريب هو نتاج طبيعي لما اقترفته أيادينا، حتى آلت الامور إلى إهمال أقرب الناس وضياع من نعول.أبناؤنا في خضم هذه التيارات الكثيرة والعاصفة جدا، يحتاجون الى مثال وقدوة حسنة منذ بواكير طفولتهم، بحاجة الى تصرفات وتوجيهات تحترم عقولهم وتربية ايمانية اسلامية تربية أسسها وأرسى دعائمها وثبت أركانها رسولنا الحبيب شفيع الأمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.للأسف تم غزو أفكارنا ومعتقداتنا وعادتنا وتقاليدنا وتعاليمنا الاسلامية بكذبة الدهر وهي حرية المرأة، وأصبحنا كالأنعام أو أضل سبيلا، نردد الكلمة دون أن نعرف مغزاها ومقصدها ومن أين اتت، ونسينا وتناسينا أعظم وأطهر رسالة سماوية نزلت على خاتم الأنبياء والمرسلين وشفيع الأمة، وخير من وطئت رجله الشريفة على الأرض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي حافظ على المرأة وصانها وجعل الجنة تحت أقدامها.لا تعجب لزمن الشقاء عنوانه *** بل اعجب لنفس تخلت عن باريهاالنفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة والخير فيها ترك مافيهاقال أمير الشعراء: أحمد شوقي(ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا)والسلام ختام.. ياكرام