16 سبتمبر 2025
تسجيليقول رونالد سبورت "إذا لم تحاول أن تفعل شيئاً أبعد مما قد أتقنته فإنك لا تتقدم أبداً" ، دعوة للتأمل في هذه المقولة الشهيرة وقياسها على واقعنا الحالي ، جميعنا نكرر: إننا نستحق الأفضل وإن مجتمعاتنا وأعمالنا وأوطاننا بل وشعوبنا تستحق الأفضل ، ولكن هل مجرد تكرار الجملة يفي بالمطلوب، بكل تأكيد لا. نحن نحتاج لشحذ الهمم وإعادة ترتيب أولوياتنا ، وتقييم أعمالنا السابقة مهما كان مستواها وموقعها حتى نستطيع فيما بعد التركيز على وضع خطة واضحة الملامح للمستقبل ، أعني خطة نستطيع تطبيقها (واقعية) لا تلك الخطط التي تعلق على الحوائط وتنشر في الصحف لجذب الجمهور ، فالجمهور اليوم واعٍ ومدرك وهو على وعي تام بأن من حقه أن يحاسبنا على الأخطاء؛ لأنه هو المستفيد الأول من الخطط أو الخدمات التي نقدمها أو يقدمها المسؤول في أي قطاع كان، وخاصة القطاعات الحيوية التي تلمس الأفراد بشكل مباشر. نحن ومجتمعاتنا، جميعنا نستحق الأفضل؛ لهذا لابد أن نطور من أنفسنا أولاً، واستحضر هنا قول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، فلابد من محاسبة النفس وتغييرها لتناسب طموح وإستراتيجية الدولة وحجم المسؤولية الملقاه علينا، وأنا مع تقييم وتعزيز الذات وتقييم الأداء بشكل دوري ، فالاعتراف بالخطأ فضيلة ، ولكن الاعتراف ليس كافياً، بل المطلوب الوقوف على نقاط التطوير وتحسين الأداء في الفرد أو المؤسسة للارتقاء بالخدمة ، ولابد كذلك من محاسبة المخطئ وعدم تغافل هذه المحاسبة حتى لا تتكرر الأخطاء ويصبح الضحية مجتمعا بالكامل، تتعطل مصالح أفراده وتستنزف موارده ، ويبقى الخطأ على ماهو عليه ، نحن على يقين بأننا نستحق الأفضل وعليه لابد من ترجمة هذا الشعار لأفعال محددة الملامح، معلومة لدينا، يتشارك في متابعتها وتقييمها الجميع؛ لأنهم يستحقون أفضل النتائج ، فعندما نقول إن قطر تستحق الأفضل فنحن على يقين بأن الأفضل لن يأتي دون حرص وتطوير ومتابعة واستثمار حقيقي في الموارد الوطنية أولاً ، والاستفادة من القدرات والمهارات الشابة ، والاستماع للآراء والأفكار مهما كان تنوعها ، الأفضل يحتاج منا لعمل مخلص وتفانٍ دائم ، فالمشاريع العظيمة في الدولة تحتاج إلى نفوس لا تهاب صعود الجبال.. ودمتم بأفضل حال..